تلقت الأوساط الإسلامية والوطنية قرار الكونغريس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني الأبدية باستنكار شديد داعية الشعوب الإسلامية والعربية إلى مناهضته بالاحتجاجات الرسمية والشعبية. وفي هذا الصدد قال مصطفى الرميد، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية إنه لم يفاجأ بالقرار الذي اتخذه الكونغريس، فهو يدخل في إطار مواقف السياسة الأمريكية المعادية للمصالح العربية والإسلامية والمنحازة للموقف الصهيوني". واعتبر مصطفى الرميد أن الإدانة لا طائل من ورائها في زمن السكوت العربي ووضع أمة هانت عليها قضاياها ووضعتها في الرفوف، وطالب من الحكومات العربية ولجنة القدس توجيه رسالة احتجاجية للولايات المتحدةالأمريكية التي لا تجد من يواجهها. وفي السياق نفسه أدان أحمد الساسي عضو الأمانة العامة للحركة من أجل الأمة العدوان الهمجي والقمع الصهيوني الأمريكي والبريطاني بجعل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل معتبرا القرار "قمة في الصلف والوقاحة، وإعلانا عالميا لموت النظام العربي الرسمي الذي لم تعد أمريكا ولا إسرائيل تقيمان له وزنا ولو من باب حفظ ماء الوجه". واستغرب المتحدث باسم الأمانة العامة للحركة من أجل الأمة "صمت الحكومة المغربية ولجنة القدس وعدم الدعوة لانعقادها من أجل الرد على هذا الإعلان المشؤوم"، وأهاب أحمد الساسي "بالشعب المغربي بكل قواه الإسلامية والوطنية من أجل التحرك السريع لتعبئة الشارع المغربي والتعبير عن شجبها لهذا العدوان الصهيوني والأمريكي والبريطاني على أمتنا"، منددا في نفس الوقت بمخططات محور الشر الأمريكية والبريطانية "التي تحاك ضد أمتنا العربية والإسلامية من استعداد لاحتلال العراق والسيطرة على مقدراته إلى التلويح بتقسيم بلاد الحجاز". وأكد على ضرورة استدعاء الحكومة المغربية للسفيرة الأمريكية بالمغرب وتبليغها استنكاره للخطوة التي أقدم عليها الكونغريس الأمريكي. من جهتة قال فتح الله أرسلان عضو من مكتب الإرشاد لجماعة العدل والإحسان في تصريح مكتوب ل"التجديد" «ليس مستغربا من أمريكا أن تقتطع القدس الشريف وتحفظه في اسم الصهاينة وهي من زرعت ورعت هذا الكيان الورم في جسم فلسطين الطاهر، ليس مستغربا عطف الأم على ولدها، لكن الأغرب والأنكى أن تلوذ الدولة الإسلامية والعربية بالصمت وتكره شعوبها عليه. فأين هي تلك الهيئات واللجان والمؤسسات المنشأة للدفاع عن القدس وهي التي ينتشي بنياشينها هذا الرئيس أو ذاك الزعيم والملك، ويزهون بها في المحافل، ولا يستلونها إلا لشرعية إدانة العمليات الاستشهادية للمجاهدين، أو لإعلان التضامن مع "الضحايا المدنيين" من الإسرائيليين». ويضيف أرسلان قائلا: « لكن مهما حاولت أمريكا تثبيت الكيان الصهيوني الخبيث، ومهما تخاذل حكام المسلمين وقيدوا إرادات الشعوب التواقة لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين، مهما يكن فستبقى فلسطين مسلمة والقدس حرم المسلمين ومحجهم، وما الإفساد إلا جولة، أما صولة الحق، وإن لاقت العثرات والعقبات، فمعالمها لاحت في الآفاق مصداقا لقوله عز وجل (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) وها هي ذي جبهة الإيمان والعمل الصالح تتقوى وتتسع فالشرط منظور التحقيق، والمشروط، وهو الاستخلاف في الأرض، لن يكون في مقدمته إلا الأطهر والأقدس منها، وما ذاك إلا القدس الشريف». وختم تصريحه بدعوة المسلمين للتعبئة فقال: « دعوتنا للمسلمين في كل العالم أن نتهيأ ونتعبأ ونعمل لملاقاة موعود الله عز وجل، ولن يخلف الله وعده». وتجدر الإشارة إلى أن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية قدم في وقت سابق مقترحا لرئيس مجلس المستشارين بالتعجيل بإصدار قانون يعتبر القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، وأن تقرن الإدارة المغربية كل المراسلات المتعلقة بالقدس بعبارة "القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة"، سواء مراسلاتها مع المنظمات الدولية والجهوية والقارية ومع كل الدول الشقيقة والصديقة عن الحديث عن القدس الشريف. يحدث هذا في الوقت الذي انتخب فيه رئيس المركز "الاسرائيلي" لزراعة الحمضيات، مناحم دافيدسون، أول أمس رئيسا لاتحاد دول البحر الأبيض المتوسط التي تزرع الحمضيات وتصدرها الى الخارج. وذلك حسب ما نشرته صحيفة الحياة اللندنية الصادرة يوم 13 أكتوبر 2002. واتخذ القرار بالاجماع في جلسة إدارة الاتحاد، بتأييد الدول العربية الثلاث المشاركة، وهي مصر وتونس والمغرب. وهذه أول مرة تحظى فيها "اسرائيل" بهذا المنصب. عبدلاوي لخلافة