عندما يؤذن للصلاة ويتدفق المسلمون على المساجد في كل أرجاء العالم، تظل أغلب مكبرات الصوت صامتة في مساجد أوزبكستان الواقعة بوسط آسيا على الحدود مع أفغانستان. فقد تأثرت الحرية الدينية والسياسية في أوزبكستان بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، فبعد أن كانت حكوماتها حريصة على مرِّ العصور على تجنب الاضطهاد الديني أو السياسي بدأت في الدخول إلى دائرة انتهاك حقوق الإنسان. وقالت "ماتيلدا بوجنر" من منظمة "هيومن رايتس واتش" لحقوق الإنسان في طشقند الثلاثاء 17-9-2002م: إن المتدينين من المسلمين يتعرضون للاضطهاد والتعذيب، مضيفة "التعذيب منتشر بدرجة كبيرة، إنهم يعاقبون على الصوم والصلاة". وأشارت لوكالات الأنباء إلى حالة رجل أجبر في شتاء 2001م على البقاء في زنزانة ترتفع فيها المياه حتى ركبتيه لمدة 15 يومًا، وكانت تهمته هي صيام شهر رمضان. من جانبه أخرج دبلوماسي غربي صورًا لسجينين مسلمين تردد أنهما سجنا بسبب صلاتهما في مساجد الدولة، وهما "مظفر أفازوف" و"خزني الدين عليموف" قد تغيرت ألوان جسديهما بشكل غريب من آثار التعذيب. وأشار الدبلوماسي إلى أن الأطباء الذين فحصوا أحد السجينين أكدوا أن من 60 إلى 70% من الحروق التي أصابته نتجت عن وضعه في ماء مغلي، وكانت أظافره منزوعة. وقال الدبلوماسي: "سمعت عن حالات تعرضت فيها نساء لمشاكل لمجرد أنهن أرين القرآن لأبنائهن"، مضيفًا أن الخطر الأمني الأكبر يكمن في الافتقار للإصلاحات الاقتصادية وليس المتطرفين الإسلاميين" على حد تعبيره. ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان: "إن الانتهاكات مستمرة على نطاق واسع، وتتركَّز الآن على أي مسلم يخالف الصورة التي تعتمدها الدولة للإسلام. وتظل مظاهر الإسلام العلنية في أضيق الحدود، وتروى قصص عن إجبار رجال على حلق لحاهم، ومنع نساء مرتديات الحجاب من الدراسة بالجامعة. من جهته نفى "شوازيم مينوفاروف" رئيس اللجنة الحكومية للشؤون الدينية في طشقند قيام الحكومة بانتهاك الحقوق الدينية للمسلمين، مشيرًا إلى أن هناك جماعات تستغل الإسلام كذريعة للعمل السياسي، ويسعون لفرض أساليب العصور الوسطى. ووصف مينوفاروف الأشخاص الذين ينتمون لهذه الجماعات بأنهم مجرمون، خالفوا القانون ووزعوا منشورات للإطاحة بالنظام الدستوري. وقال: "إن الإسلام ازدهر في أوزبكستان منذ أن تولى حكمها "إسلام كريموف" الذي كان في السلطة قبل استقلالها عن الاتحاد السوفيتي قبل 11 عامًا. وتساءل قائلاً: "الناس يمكنهم التعبير عن معتقداتهم بحرية.. لماذا يهاجم الجميع أوزبكستان؟ إن العيش في سلام حق مقدس للشعب". أما الحاج عبد الرزاق يونس نائب رئيس المجلس الإسلامي في أوزبكستان فيقول: "إنه واثق من أن بلاده يمكنها مقاومة تهديد التطرف". من جهته أشار "ميخائيل أردزينوف" رئيس منظمة حقوق الإنسان الوحيدة المعترف بها في أوزبكستان إلى أن النظام في الدولة تسلطي، موضحًا أنه يتعين على الدولة أن تتخذ خطوات نحو التطور، وهذا هو السبيل الوحيد وإلا واجهت كارثة. يُشار إلى أن الحكومة في أوزباكستان قد اتخذت خطوات لمكافحة ما أسمته بالإرهاب منذ 11 سبتمبر 2001م تحت ضغوط غربية، أدت إلى انتهاك حقوق الإنسان بشكل واضح. وتقدر جماعات حقوق الإنسان أن هناك نحو 6500 سجين على الأقل اعتقلوا لأسباب سياسية ودينية في سجون أوزبكستان. وكانت الإدارة الأمريكية قد وضعت "الحركة الإسلامية لأوزبكستان" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة؛ لعلاقتها بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن. ومعروف أن الحركة الإسلامية كانت تحارب نظام حكم أوزبكستان؛ بسبب عدائه الشديد للحركة، وقيامه بسجن الآلاف من الإسلاميين وتعذيبهم في السجون، وسعيه بالتعاون مع موسكو وواشنطن لمحاربة أي توجه إسلامي في البلاد، ووصفه بالرجعية. غير أن جماعة أخرى وهي "حزب التحرير" التي يملأ أعضاؤها السجون في أفغانستان يرفضون استخدام العنف لإسقاط حكومة "كريموف" وإقامة دولة إسلامية. طشقند - وكالات - إسلام أون لاين.نت/ 17-9-2002م