قررت المنظمات غير الحكومية الرئيسة الممثلة في جوهانسبورغ، الانسحاب من قمة الأرض، احتجاجا على نتائج المفاوضات حسب مراسل وكالة فرانس برس. وأعلنت هذه المنظمات في بيان وزع على الصحفيين عدم موافقتها على نتائج القمة، واصفة إياها بالجريمة والخيانة. وقال ريكاردو نافارو رئيس جمعية أصدقاء الأرض >هذه القمة جريمة واليوم شهد خيانة في حق البشر من جانب حكوماتهم<. وكانت المنظمات غير الحكومية قد دعت مناصريها أمس الأربعاء إلى المشاركة في تظاهرة ضد القمة في محيط مركز المؤتمرات، مقر انعقاد أشغال القمة. ويتوقع أن يكون المشاركون في قمة الأرض قد أقروا رسميا أمس الأربعاء خطة العمل التي تعتبر الوثيقة السياسية الرئيسية. وأعلن المفاوضون المشاركون في قمة جوهانسبورغ أن خطة العمل هذه، والتي ينتظر أن تخرج بها القمة قد أقرت بأكملها ليلة الثلاثاء / الأربعاء 2002/09/04. ومكنت التسوية في نهاية المطاف من إدخال عبارة "الحقوق الإنسانية والحريات الأساسية"، في فقرة تدعو إلى زيادة الخدمات الصحية. وشكلت هذه المسألة العقبة الأخيرة التي حالت دون حصول اتفاق شامل حول وثيقة خطة العمل قبل إعلان التسوية المذكورة. وحصلت الدول النامية ال 143 المجتمعة في مجموعة ال 77 على تأكيد التزامات كل من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية لوقف التدهور المستمر في حجم المساعدات المخصصة للتنمية، وكذا مناقشة خفض مساعداتها الزراعية خلال ثلاث سنوات دون التأثير عن نتائج المفاوضات. واعتبرت مسألة المساعدات الزراعية التي تمنحها دول الاتحاد الأوروبي لمزارعيها من أهم نقط الخلاف العالقة في المفاوضات بين الدول النامية والدول المتقدمة، على خلفية أن هذه المساعدات تحرم المنتوجات الفلاحية للدول النامية من منافسة متكافئة مع مثيلاتها في الدول المتقدمة، وتمنع هذا الإنتاج من الوصول إلى أسواق الدول المصنعة، خاصة في ظل نظام السوق المفتوحة. وكافحت كندا والاتحاد الأوروبي وسويسرا ونيوزيلاندا واستراليا من أجل إقامة توازن في النص الذي يربط إتاحة الاستفادة من الخدمات الصحية باعتبارات "وطنية وثقافية ودينية". وقاومت الولاياتالمتحدة والفاتكان ودول نامية عديدة تعديل فقرة يمكن أن تفسر أنها تتيح منع الحمل والإجهاض. وعلى مستوى آخر استقبل جلالة الملك محمد السادس عددا من رؤساء الدول والوفود المشاركة في القمة. وهكذا استقبل جلالته رئيس جمهورية مقدونيا السيد بوريس تراجكوفسكي، والرئيس السنغالي عبد الله واد. وأكد رئيس جمهورية مقدونيا أن المغرب ومقدونيا يتقاسمان نفس الرؤيا حول التنمية المستدامة ونفس الالتزام لتحقيقها. وأشاد رئيس جمهورية مقدونيا بالخطاب الذي ألقاء جلالة الملك، منوها في الوقت نفسه بالدور الذي يقوم به المغرب في العالم العربي وخاصة بمنطقة المغرب العربي. وتجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي محمد السادس كان قد ألقى يوم الإثنين خطابا أمام المشاركين في قمة جوهانسبورغ دعا خلاله المجموعة الدولية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة في مجال وضع الضوابط القمينة بتطويق الأخطار الناجمة عن التحولات المناخية، والاستغلال المفرط للثروات المائية والغابوية والسمكية، والضغوط الممارسة على الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي. وأجرى جلالته مباحثات على انفراد مع الرئيس الموريطاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع. واستقبل الملك محمد السادس نصره الله كلا من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونائب الرئيس الكلومبي السيد فرانسيسكو سانتوس كالدرون، والوزير الأول البلجيكي غي فروف سطاد، وصاحب السمو أسعد بن طارق آل سعيد ممثل جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، ورئيس جمهورية أوكرانيا ليونيد كوتشما. وتقدم للسلام على جلالته عدد من ممثلي الجمعيات والمنظمات غير الحكومية المهتمة بمجال التنمية المستدامة وحماية الطفل، حيث عبر لهم جلالته عن ارتياحه لجهود التي بذلوها في هذا المضمار. وفي خطوة تطبيعية الأولى من نوعها أجرى الرئيس الموريطاني يوم الثلاثاء لقاء مع وزير الخارجية الصهيوني شيمون بيريز، هذا في وقت ضغطت فيه المنظمات غير الحكومية المشاركة في القمة، والمساندة للشعب الفلسطيني في اتجاه منع وزير الخارجية الصهيوني من إلقاء كلمته بالمناسبة احتجاجا على العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل. يشار إلى أن المغرب قد قدم لهذه القمة العالمية وثيقتين هامتين هما التقرير الوطني ومخطط العمل الوطني للبيئة والذي أعدتهما وزارة التراب الوطني والتعمير والإسكان والبيئة. ويذكر أن وزارة إعداد التراب الوطني كانت قد نظمت في يونيو الماضي الملتقى الوطني للمنظمات غير الحكومية المهتمة بالبيئة والتنمية المستدامة تحت شعار "شركاء من أجل تنمية مستدامة" تمهيدا للمشاركة في قمة الأرض بجوهانسبورغ. محمد أفزاز