هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ليلة السبت/الأحد ونهار الأحد مساكن المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة، وقاموا بتدمير محتوياتها والاستيلاء على مدخرات ومقتنيات الفلسطينيين. وذكر عدد من السكان الفلسطينيين ل(التجديد) أن عشرات المستوطنين من المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في مدينة الخليل هاجموا البلدة على مرأى ومسمع جنود الاحتلال. وأكدت مصادر طبية فلسطينية في مستشفيي عالية الحكومي والأهلي الخاص في الخليل إصابة أربعة مواطنين برصاص المستوطنين، بينهم الطفل فواز رضوان إدريس (9) سنوات، من حي جبل جوهر، أصيب بعيار ناري في الرأس. يأتي هجوم المستوطنين على السكان الفلسطينيين بعد انتهاء السبت، ومرور 24 ساعة على مقتل أربعة مستوطنين وإصابة أربعة آخرين جنوبالمدينة عصر الجمعة. وأكد مسؤولون في لجنة إعمار البلدة القديمة في الخليل، أن المستوطنين ضاعفوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية اعتداءاتهم على السكان العرب. تجمعوا ثم هاجموا وقال المهندس خالد مهند، مهندس مقيم في لجنة الإعمار، ل(التجديد) أن المستوطنين من البؤرة الاستيطانية (أرباهام أبينو) والبؤر والمستوطنات الأخرى تجمعوا الليلة الماضية وصباح اليوم وهاجموا الليلة الماضية بعد انتهاء السبت منازل المواطنين في البلدة القديمة وقاموا بتدميرها وإحراق محتوياتها. وأضاف أن المستوطنين وبحماية من الجنود قاموا بالاستيلاء على أكثر من خمسة منازل، والاعتداء على سكان عشرات المنازل المجاورة. وأشار مهند إلى أن لجنة الإعمار تلقت خلال العامين الماضيين 400 شكوى ضد ثلاثة مستوطنين معروفين باعتداءاتهم المستمرة على العرب. 400 شكوى ضد 3 مستوطنين وأوضح أنه سيتم رفع التماس لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية بخصوص اعتداءات المستوطنين الأخيرة، مشيرا إلى أن مجموع ما تلقته المحكمة الإسرائيلية من شكاوى في مدينة الخليل وصل إلى 74% من إجمالي الشكاوى المرفوعة في الضفة الغربية. طرد عدد من العائلات من جهته وصف المواطن ياسر الشرباتي ل (التجديد)، أحد الذين تم الاعتداء عليهم في البلدة القديمة، المشهد بقوله: قرابة الساعة التاسعة من مساء السبت رأينا حركة غريبة للمستوطنين في البلدة القديمة، ثم اقتربت هذه التحركات من منازل السكان العرب، ثم رأينا عددا كبيرا من المستوطنين يهاجمون البيوت، حيث يقوم كل عشرين منهم بالاستيلاء على منزل. وأضاف: تم طرد أكثر من خمسين مواطنا من منازلهم على مسمع ومرأى جنود الاحتلال والشرطة الإسرائيلية. وأوضح الشرباتي أن المستوطنين استولوا على منازل عدد من العائلات وطردوا أهلها منها، وقاموا بتدميرها وحرقها بشكل شبه كامل، وسرقة بعض الآثار والمقتنيات التي كان يجمعها أبو سمير الشرباتي. والمنازل التي تم الاستيلاء عليها هي: منزل صالح شاهين ويسكنه سبعة أفراد، ومنزل نايف النجار ويسكنه ثمانية أفراد، ومنزل موسى أبو اسنينه ويسكنه ستة أفراد، ومنزل عبد الماضي المحتسب ويسكنه اثني عشر فردا، إضافة إلى منازل أبو سمير الشرباتي، وأبو نجيب الشرباتي.. وغيرها. وأضاف: هذا واحد من سياسة الهجوم الشامل التي يتبعها المستوطنون الذين أزالوا كل الحواجز والأسلاك الفاصلة بيننا وبينهم، الوضع صعب للغاية، ولا يمكن أن يتحمل. الجيش شريك أما صالح شاهين، أحد الذين تم الاعتداء عليهم فأكد أن المستوطنين احتلوا منزل أبو سمير الشرباتي مع أن الجنود يحتلون سطحه. وأضاف: لا يمر يوم أو ساعات إلا ويقوم مستوطنو بؤرة "أبراهمام أبينو" والبؤر الاستيطانية الأخرى، في البلدة القديمة بالاعتداء علينا وعلى منازلنا وأبنائنا. وأضاف: الاعتداءات متكررة، ولكنها هذه المرة أكبر وأشمل وأخطر، لقد كسروا كل شيء، لقد أرعبوا أطفالنا الذين أصبحوا لا ينامون الليل وغير قادرين على الكلام. سنبقى وتابع: رغم ذلك ستبقى صامدين وصابرين، ولن نرحل إلا جثا هامدة، ولنا في مخيم جنين خير الدروس والعبر، ونحن أن رعاية الله وحده ستبقى معنا. وناشد أهالي البلدة القديمة من الخليل جميع المنظمات الإنسانية التي تعنى بحقوق الإنسان، والتواجد الدولي المؤقت في الخليل سرعة التدخل لحمايتهم من شراسة المستوطنين. الخليل – عوض الرجوب