احتضنت قاعة المغطات للمركب الرياضي محمد الخامس في الأسبوع الماضي فعاليات البطولة الإفريقية للبادمنتون، وهي رياضة وجدت طريقا داخل المغرب، لكنها لم تكن ساكنة، فقليلون فقط يعرفون أن هناك جامعة للبادمنتون، وأن لدينا منتخبا وأندية رغم فقرها تحاول البقاء على قيد الحياة حتى لو كانت تحارب طواحين الهواء، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تواجه الرياضة المغربية بصفة عامة، وبخصوص البطولة الإفريقية فقد مرت في ظل صمت إعلامي مطبق، اللهم القناة الأولى التي عملت على نقل وقائع اليوم الأخير، أما باقي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وحتى المكتوبة فقد فضلت البحث عن فضاء ضليل للاحتماء من لفحات أشعة الشمس الحارقة، كما أن أرضية الملعب لم تكن صالحة لإجراء المباريات نظرا لثقل البساط وصعوبة التحرك فهذه الرياضة تجري داخل ملاعب خاصة، إضافة إلى عامل الجمهور الذي كان غائبا بالمرة ولم يحضر إلا بضع عشرات من المهتمين والمتتبعين لهذه الرياضة الأنيقة التي ما تزال محدودة الانتشار وتقتصر على محور الدارالبيضاءالرباط، ولعل ذلك راجع بالأساس إلي غلاء أمتعتها حيث يصل ثمن الريشة الواحدة إلى 100 درهم، إذ يحتاج اللاعب إلى عدد من الريشات لإجراء مبارة واحدة لذلك فإن الإقبال على ممارسة البادمنتون لا يهم سوى فئة ميسورة ممن تذوقوا متعة مداعبة الريشة المعمولة من ريش النعام. إن النهوض بهذه الرياضات يحتاج إلى دعم قوي من قبل الدولة، خصوصا وأن المغرب جد متخلف بالنظر إلى نظرائه الأفارقة وحتى العرب، أما على الصعيد العالمي فنحن غير معنيين وأستطيع القول أنه يلزمنا قرنا من الزمن للوصول إلى مستوى العالمية. والمهم هو إعطاء الفرصة للعمل القاعدي ومحاولة إيجاد موارد مالية واستيراد مؤطرين لديهم الخبرة والتجربة من أجل تكوين وصقل اللاعبين المغاربة خاصة على مستوى الفئات الصغرى، وهذا يحيلنا على رياضات أخرى تعيش على الهامش لكون القائمين على شؤون الرياضة بهذا البلد ركزوا جهودهم فقط على كرة القدم والعاب القوى.