الإقبال المتزايد للنساء على الصلاة بالمساجد والمصليات، يشكل ظاهرة يعرفها المغرب وكذا باقي الدول الإسلامية جلبت إليها اهتمام المتتبعين.إذ أصبحت من المشاهد الملفتة الإقبال المتزايد للنساء على المساجد، إما للصلاة أو الجلوس لقراءة القرآن وحفظه والتدارس في بعض الأمور الدينية أو حضور دروس محو الأمية؛ وذلك بعدما كانت الصلاة في مسجد النساء في رمضان قديما تقتصر فقط على شريحة عمرية من النساء؛ متمثلة في المتقدمات في السن، بينما الصغيرة أو الشابة كانت تترك لوحدها في البيت تقضي فيه جل وقتها؛ في المطبخ أو في أعمال المنزل أو في أعمال أخرى. لقد أعادت نتائج البحث الوطني الميداني حول "استعمال الزمن عند المغاربة"، في رصده لتطور إقبال النساء على الممارسات الدينية، وتخصيصهن لزمن أطول للممارسات الدينية مقارنة بالرجال، (أعادت)إلى الواجهة النقاش حول ظاهرة "التدين بصيغة المؤنث"، إذ جاء البحث الوطني ليؤكد ما ذهبت إليه أبحاث أخرى في هذا المجال، وأكد على أنّ علاقة النساء المغربيات بالدّين تسير في منحىً تصاعدي، حيث انتقل الزمن المخصّص للممارسات الدينية من 27 دقيقة في اليوم سنة 1997 إلى 48 دقيقة سنة 2012. دراسات أخرى بحثت في الموضوع ومنها "الإسلام في الحياة اليومية: بحث حول القيم والممارسات الدينية بالمغرب 2006″، الذي خصص فصلا بعنوان "التدين بصيغة المؤنث"، أكد فيه أن النساء الأكثر إقبالا على الممارسات الدينية، ففي ما يخص مؤشر الصلاة كشف البحث عن تصريح النساء بأنهن يصلينا أكثر من الرجال، إذ بلغت النساء اللائي يصلين بشكل منتظم 70 بالمائة مقابل 60 بالمائة من الرجال وترتفع تلك النسبة عند النساء ربات البيوت لتصل 79,4 بالمائة، وعدد اللائي يصلين بشكل غير منتظم 8 بالمائة وينخفض عند النساء ربات البيوت إلى 7,5 مقابل 8 بالمائة من الرجال، كما أكدت الدراسة أن النساء اللائي ينقطعن عن الصلاة أقل من نسبة الرجال إذ ينقطع 13,6 المائة من النساء و9,3 بالمائة من ربات البيوت مقابل 15,7 بالمائة من الرجال.كما كشفت المؤشرات الأخرى على مزيد من إقبال النساء على شعائر وممارسات دينية أخرى أكثر من الرجال. وكانت "دراسة أوضاع الشباب المغاربي"الصادرة عن اتحاد المغرب العربي 2013، لاحظت عند وقوفها على شدة ووتيرة الممارسة الدينية لدى الشباب حسب الجنس في المجتمع المغربي، أن 3,33 بالمائة فقط من الإناث يتركن فريضة الصلاة، مقابل 20 بالمائة من الذكور.