منذ ظهوره في يناير الماضي وإلى حدود الجمعة الماضي، تم تسجيل وفاة 4555 شخصا من بين 9216 حالة اصابة مسجلة في سبعة بلدان (ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال وإسبانيا والولاياتالمتحدة) بحسب آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية. ويبدو أن الوضع يزداد سوء والفيروس لا يتوقف عن الانتقال وحصد الأرواح، إذ يتم تسجيل ألف حالة في الأسبوع ويتوقع الخبراء أن تصل الإصابات إلى غاية دجنبر المقبل إلى 10 ألاف حالة جديدة في الأسبوع. الوباء تجاوز القارة الإفريقية، ولم توقفه الاحتياطات واللوائح الصحية والإجراءات الصارمة التي تجريها الدول لحماية مواطنيها من دخول الفيروس، إذ أعلنت دول أوربية وآسيوية وكذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية دخول المرض إليها ما أظهر عدم فعالية الإجراءات المتخذة لمواجهة الفيروس الذي صنف على أنه الأكثر فتكا بالبشرية، فيما كشفت توقعات خبراء في الفيروسات أن المرض سيدخل شمال إفريقيا والمغرب في الشهر المقبل. وهكذا لا يزال "إيبولا" يحرز انتصاراته ضد البشرية، وما زال العلماء مذهولين أمامه ولم ينجحوا في العثور على لقاح فعال للقضاء عليه خاصة مع طبيعة هذا الفيروس المتحولة، حيث تم إلى الآن رصد 6 أنواع من هذا الفيروس، ويعتقد العلماء بأن هذا التحور يساهم في انتشار المرض بشكل سريع ويعيق إنتاج لقاح عام لهذا الفيروس. على سبيل المثال، اكتشف العلماء، منذ زمن، لقاحا من فيروس إيبولا زائير وإيبولا السودان. لكن هذه اللقاحات تؤثر فقط على هذه الأنواع من الفيروسات، بعبارة أخرى فإن الدواء الذي تم إنتاجه لمعالجة فيروس زائير غير فعال لمعالجة بقية أنواع فيروس إيبولا. ويؤكد الخبراء في جميع أنحاء العالم أنه من الضروري إيجاد لقاح مركب، ورغم وجود تقدم في هذا الإطار، إلا أن الاستخدام على نطاق واسع مازال العلماء بحاجة إلى نصف سنة أو سنة أخرى.