شدد الميثاق الوطني للتربية والتكوين ومعه البرنامج الاستعجالي على أهمية التكوين الأساس والتكوين المستمر لموظفي وزارة التربية الوطنية والذي يعتبر ركيزة للكفاية البيداغوجية تمكن الفاعلين التربويين من التأهيل المتين،كما يقوي التكوين قدرات هيئة الإدارة والتدبير التربويين ويخلق بذلك إطارا ملائما لاشتغال المدرسة بشكل جيد،وقد أكدت توجهات الميثاق الوطني الذي كان محل توافق بين مختلف الحساسيات السياسية الوطنية على ضرورة حفز الموارد البشرية عن طريق التكوين والتقييم والترقية وتحفيز هيئة التدريس والتأطير وكذا الإدماج الجهوي لمجموع مؤسسات تكوين أطر التربية والتكوين وربطها بالجامعة مع ضرورة استفادة كل إطار في التربية والتكوين من دورات قصيرة للتكوين وأخرى معمقة لإعادة التأهيل. فشل على الرغم من التوجهات التي سطرها الميثاق للرفع من كفاءة العاملين في القطاع وتكوينهم الا ان الإصلاح البيداغوجي بمراكز تكوين المعلمين على سبيل المثال لم يفعل الا في عهد الوزير حبيب المالكي سنة 2007،والذي اعتمد على مبادئ المقاربة بالكفايات،بل إن تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي صدر في ًيوليوز الأخير خلص الى أن الجهد المبذول لأجل تكوين المدرسين وتمكينهم من القدرات البيداغوجية اللازمة للانخراط في التطورات الدائمة التي تعرفها التربية،يظل بعيدا عن مقتضيات الجودة المتوخاة في التربية،وأبرز المصدر أن المدرسين يتلقون اليوم تكوينات متباينة فيما بينها وغير منظمة كان لها أثر محدود جداً على مستوى تأهيلهم علما ان نجاح الاصلاح ،يضيف التقرير،يمر ضرورة عبر نظام للتكوين الأساس والمستمر يتم تصوره وتنظيمه بغاية تثمين مهنة التدريس والرفع من جودتها ومردوديتها. مخطط استعجالي بعد فشل الوزارات المتعاقبة على تنزيل مقترحات الميثاق الوطني بخصوص تكوين المدرسين وضعت حكومة عباس الفاسي مخططا ضمن البرنامج الاستعجالي"2009-2012) من بين أهدافه التوفر على أطر تربوية ذات جودة عالية، وتكوين جيد في جميع مستويات منظومة التربية والتكوين.ووضعت لهذا الغرض عددا من التدابير منها اضطلاع الجيل الجديد من المدرسين بإحداث التغيير الضروري لاستكمال أوراش الإصلاح،حيث من اللازم أن تتطابق كفاءاتهم مع المقاييس الدولية عن طريق التكوين الأساسي وممارسة مهن التربية ثم التكوين المستمر مع تحديد تدابير تستجيب لانتظارات الإصلاح ومتطلباته ،وتم تحديد حوالي 1,5 مليون يوم تكوين مستمر سنويا لفائدة الأطر العاملة بالتعليم المدرسي. الواقع يكذب بحسب (م.ت) وهو مدرس استفاد من دورات تكوينية سنتي 2010 و2011 في إطار ما خصصه البرنامج الاستعجالي سالف الذكر فالتكوين كان عباراة عن دردشات مع من تم تعيينهم من طرف مسؤولين قصد اقتسام التعويضات الخيالية المخصصة من طرف الوزارة والتي فاقت 300 مليون درهم سنة 2010،ناهيك عن التلاعب الذي يتم في صفقات التغذية من طرف متواطئين من ممونين والمكلفين بالصرف ،دفعتنا ، يضيف المصدر الى خوض وقفات احتجاجية بل احيانا طالبنا المسؤولين بتسليمنا الميزانية المخصصة للتغذية نقدا بسبب سوء التغذية والتي كادت ان تسبب للبعض تسممات،هذه الوضعية استمرت الى حين تعيين الوزير المثير للجدل محمد الوفا على رأس قطاع التربية الوطنية،بحيث بمجرد اطلاعه على واقع التكوين المستمر وما رافقه من ردود فعل متفاوتة عمد الى اتخاذ قرار بوقف هذا التكوين لعدم تحقيقه الأهداف المرجوة ليبقى الأساتذة بدون تكوين. خطة بلمختار بحسب متتبعين فالتكوين الأساس والمستمر للموظف بصفة عامة أصبح من ضروريات الحياة المهنية ،وفي هذا الصدد وبعد دورة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الاخيرة حيث ناقش أعضاء المجلس مسألة إعادة الاعتبار للتكوين والتكوين المستمر خصوصا في ظل المستجدات التكنولوجية المتسارعة،أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار خلال استضافته بملتقى وكالة المغرب العربي أول أمس عزمه رد الاعتبار لورش منظومة التكوين عن طريق تعزيز التكوين المعرفي وبرمجة ندوات التفتح حتى يضطلع المدرس بوظيفته وتنعكس مردوديته على متعلميه. رأي النقابات بدورها قدمت النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية،النقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية لموظفي التعليم والجامعة الحرة للتعليم والنقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم عددا من الاقتراحات لتطوير التكوين الاساس والتكوين المستمر منها رفض التوظيف المباشر وخارج التكوين وضرورة القطع مع النظرة السائدة التي تجعل من التعليم مهنة من لا مهنة له،واعتماد نوع من الصرامة في انتقاء المقبلين على مهنة التدريس،كما اقترحت النقابات المذكورة ضرورة استجابة التكوين الحاجيات المعبر عنها خلال التقييم وتوجيه أهداف التكوين المستمر نحو العمل على تعميق وتكوير الكفايات المهنية ومواكبة مستجدات المواد والبرامج والاطلاع والتعرف على تجارب متنوعة كما شددت على مسالة ربط التكوين المستمر بالتحفيز والترقية وإسناد المناصب حتى يكون هناك نوع من الاعتراف بان الاستفادة من التكوين المستمر تنعكس على المردودية وما يمكن ان يحصل عليه الاستاذ من آفاق مهنية مستقبلية.