أكد رشيد العدوني، رئيس منظمة التجديد الطلابي أن الدخول الجامعي الحالي يواجه تحديين أساسيين، يتمثل أولهما في تنزيل مقتضيات إصلاح النظام البيداغوجي الذي اتخذته الوزارة الوصية هاته السنة، والثاني في مواجهة العنف داخل الجامعة، مؤكدا في هذا السياق أن منظمته تتابع عن كثب قضية الطالب الشهيد عبد الرحيم الحسناوي. من جهة أخرى اعتبر العدوني، في الحوار الذي أجراه موقع "جديد بريس"، أن الوزارة أنجزت بعض مطالب الحركة الطلابية المغربية، لكن هناك ملفات كثيرة أخرى لا تزال عالقة، مشددا على استمرار المنظمة فس العمل من أجل تحقيق تلك المطالب، والمساهمة في تأطير الطلبة بمختلف الجامعات المغربية. حاوه: محمد عادل التاطو ما هي التحديات التي تواجه الدخول الجامعي الجديد؟ الدخول الجامعي الجديد للموسم 2014/2015 يحمل معه مستجدات وتحديات، وأظن ان الموسم الحالي مؤطر بقضيتين رئيسيتين، الأولى مرتبطة بالتعديلات التي طالت النظام البيداغوجي بحيث سنكون أمام اختبار حقيقي لهذه التعديلات ومتابعة مدى انسجامها مع المطالب الطلابية ومع رهانات الجامعة المغربية في القرن 21 وقدرتها على تجاوز الإشكالات والأعطاب التي ظلت تعانيها في العقد الأخير بشكل خاص بعد تنزيل الميثاق الوطني للتربية ولتكوين. والقضية الثانية مرتبطة بتحدي العنف في الوسط الجامعي وما له من اثار سلبية على الحياة الطلابية والجامعية سواء العنف المرتكب من طرف أجهزة الدولة التي تعمد احيانا إلى انتهاك حرمة الجامعة والاستعمال المفرط للقوة او العنف الذي يأتي من عصابات البرنامج المرحلي المسلحة التي اغتالت الشهيد عبد الرحيم حسناوي رحمه الله .والتي لازالت تصول وتجول في بعض المواقع الجامعية. ما هي مطالبكم بخصوص الإصلاح الجامعي، وهل الخطوات التي أقدمت عليها وزارة التعليم العالي في هذا الصدد تستجيب لتطلعاتكم؟ مطالبنا في منظمة التجديد الطلابي هي مطالب الطلبة المغاربة التي يتم التعبير عليها يوميا، وتتعلق بتحسين الشروط المادية والمعنوية للتحصيل والبحث العلمي وهي مصاغة في المذكرة المطلبية الوطنية وأصدرناها في وثيقة الورقة التعليمية: الجامعة التي نريد. وتهم المطالب الاجتماعية والبيداغوجية والحقوقية والقيمية وعلى أرضيتها نخوض نضالاتنا اليومية. وقد وجدت العديد من المطالب استجابة من لدن وزارة التعليم العالي سواء ما تعلق بمطلب الرفع في قيمة المنحة وعدد المستفيدين منها أو مراجعة النظام البيداغوجي لكن لا زالت لائحة المطالب طويلة تنتظر الاستجابة من طرف الجهات المسؤولة. ما هور رأيكم بخصوص قرار وزارة التعليم العالي دمج جامعتي الرباط في جامعة واحدة، وجامعتي البيضاء في جامعة واحدة. هو قرار إيجابي أظن انه سينعكس بشكل إيجابي على أداء هاتين الجامعتين ويساهم في تحسين ترتيبهما العالمي، غير ان ذلك مشروط بمدى الجدية في تعاطي المسؤولين في الجامعتين بحيث نتذكر انهما كانت موضوعا لتقرير المجلس الاعلى للحسابات ما قبل الأخير والذي تطرق لعدد من الاختلالات والملاحظات الجدية في أداء هذه الجامعات، كما أن هذه الخطوة رهينة بالرفع من المخصصات المالية لها وللتعليم العالي بشكل عام. ما هو الهدف من عملية استقبال الطالب الجديد التي تنظمه منظمة التجديد الطلابي بمختلف الجامعات المغربية ؟ولماذا اخترتم له شعار "أنصتوا للطلاب، نريد جامعة المعرفة" ؟ عملية استقبال الطالب الجديد الذي تنظمه المنظمة بكل فروعها هي خدمة نقدمها للطلبة الجدد لنغطي العجز الحاصل في نظام التوجيه والتواصل بالكليات ومؤسسات التعليم العالي، وهي فرصة لتعريف الطلبة الجدد بخصوصيات الحياة الجامعية وتحدياتها والحمد لله وجدنا تفاعلا إيجابيا للطلبة الجدد الذين نعتبرهم دماء جديدة في شرايين منظمتنا الأبية. أما بخصوص الشعار الذي حددناه لهذه العملية "أنصتوا للطلاب نريد جامعة للمعرفة" فهو شعار المعركة النضالية الوطنية التي أطلقناه منذ دجنبر الماضي ونريد لفت انتباه الجهات المعنية وكذا باقي مكونات المجتمع المغربي إلى ضرورة الإنصات والإشراك للصوت الطلابي الذي يريد جامعة تتبادل وتنتج وتبدع في مجال العلم المعرفة، وهو السبيل لكي تستعيد هذه الجامعة دورها التاريخي في مشروع الإصلاح والتنمية والنهضة. ما هو الأوراش الكبرى التي ستشتغل عليها منظمتكم خلال هذا الموسم ؟ بطبيعة الحال منظمة التجديد الطلابي لها وظائفها المتعددة التي تشتغل بها في الوسط الجامعي أساسا، وتقوم رسالتها على القيام بمقتضيات المعرفة والدعوة والإصلاح وتحاول تلبية الحاجيات التربوية والعلمية والثقافية والنضالية للطالب المغربي بهدف تخريج نخبة رسالية معتزة بدينها ووطنها مجتهدة منفتحة ومستوعبة لدورها في المجتمع. لذلك سنستمر في عملنا سواء على مستوى مشاريع التأهيل والتكوين او على مستوى العمل النقابي والترافعي أو على مستوى التأطير العام للجماهير الطلابية خدمة لمشروع الإصلاح الوطني. أين وصل ملف الشهيد الحسناوي؟ وما الذي تعتزمون القيام به خلال هذا الموسم بخصوص هذه القضية ؟ ملف الشهيد عبد الرحيم حسناوي لازال أمام القضاء بفاس، ونحن عازمون على مواصلة الدفاع عن حق الشهيد وحقوق عائلته الصغيرة والكبيرة بالرغم من المناورات التي يحاول لبعض القيام بها لتضليل العدالة، غير أننا واثقون في القضاء المغربي أنه سينصف الشهيد وباقي ضحايا 24 أبريل وأن العقاب لابد أن يطال العصابة الإرهابية المتورطة في عملية الاغتيال وفي مجزرة 24 أبريل 2014. كما أن مبادرتنا لمناهضة العنف وتكريس ثقافة السلم والحوار والتعاون في الوسط الجامعي ستستمر هذه السنة من خلال عدد من الأنشطة المقررة. كلمة أخيرة بخصوص تأثير انتصار غزة على العمل الطلابي بالجامعات المغربية ؟ هي فرصة لكي نرفع تحيات العزة والكرامة للمقاومة الفلسطينية التي رفعت رؤوسنا ومرغت الكيان الصهيوني وأعوانه الإقليميين والدوليين، وبطبيعة الحال الحركة الطلابية المغربية بمختلف مكوناتها كانت ولا تزال تعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية مركزية ولا بد أن الانتصار الأخير سيعزز من قيم المقاومة والممانعة ومناهضة التطبيع ويعيد الاعتبار والاعتزاز لشباب أمتنا لكي ننهض بمسؤولياتنا ومهامنا الاستراتيجية في سياق مشروع النهضة والتحرر.