كشفت دراسة إحصائية أمنية استهداف شبكات الأقراص المهلوسة لفئة التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية وفي محيطها، وهو ما يساهم-حسب الدراسة- بشكل مباشر في إذكاء الجنوح والانحراف لدى الشباب والمراهقين، والتسبب في الانقطاع عن الدراسة، وبروز أمراض نفسية وعقلية خطيرة في صفوف هذه الفئة المجتمعية الحساسة، فضلا عن إفراز مشاكل عائلية عويصة داخل الوسط الأسري للمدمن والمتعاطي لهذا النوع من المواد المخدرة، موضحة أن التدخلات الأمنية المنجزة في محيط المدارس والفضاءات التعليمية خلال الثلاثة أشهر من السنة الجارية (2014)، أسفرت عن توقيف 737 مشتبها به في قضايا تتعلق بترويج المخدرات، وحجز كمية كبيرة من الشحنات المخدرة من بينها 216 قرصا مخدرا، كما تمكنت هذه الفرق من توقيف 1412 مشتبه بهم لتورطهم في قضايا إجرامية أخرى لها علاقة بالمحيط المدرسي، وهو المعطى الذي يؤكد مراهنة شبكات الاتجار في الأقراص المهلوسة على المحيط التعليمي باعتباره "سوقا مربحا" لهذه التجارة المشوبة بعدم الشرعية، تضيف الدراسة الأمنية. واعتبرت الدراسة أن تطهير الفضاء المدرسي عن طريق زجر ترويج الأقراص المهلوسة ومختلف أصناف المخدرات بمحيط المؤسسات التعليمية، معناه الاستثمار في الأجيال القادمة وتحصينها ضد الارتماء في براثن الجنوح والانحراف، وبالتالي المساهمة في التنمية المستدامة في المغرب. الدراسة ذاتها، أكدت على أن ظاهرة الأقراص المهلوسة تبقى مسؤولة بشكل مباشر عن مجموعة من الجرائم والأفعال المستهجنة التي تقع داخل الأسر، ويتم تفادي التبليغ عنها أو تسجيل شكايات بشأنها من طرف العائلات مخافة الزج بأبنائهم المدمنين في السجن أو في مراكز التهذيب والإصلاح أو مخافة النظرة الازدرائية للمجتمع، فكثير من المتعاطين يلجؤون إلى تعنيف أبائهم واشقائهم وأقاربهم وسلبهم ممتالكاتهم من أجل تحصيل مبالغ مالية لصرفها في اقتناء هذا النوع من المادة المخدرة ومنهم أيضا من يعمد إلى كسر وإتلاف أثاث وأفرشة المنزل في حال عدم تمكينه من جرعات الإدمان الكافية، كل ذلك يحتاج منا إلى وقفة موضوعية مع الذات وإشراك الأسرة والمدرسة والمجتمع والأمن والقضاء والأطر الطبية والإعلام حتى يتسنى احتواء الظاهرة ولما لا القطع معها بشكل نهائي-تشدد الدراسة-.