كشفت دراسة إحصائية قامت بها المصالح المركزية بالمديرية العامة للأمن الوطني حول "المظهر العام للجريمة بالمغرب" على أن أكثر من 80 في المائة من الجرائم الموسومة بالعنف أو الجرائم المقرونة بالاعتداء الجسدي الخطير مرتبطة باستهلاك الأقراص المهلوسة (القرقوبي)، فضلا عن بروز سلوكات مستهجنة داخل الأسر، وجرائم غير مألوفة في المجتمع المغربي من قبيل قتل الأصول والفروع بسبب تلك الأقراص. وأكدت الدراسة الإحصائية المنشورة ب"مجلة الشرطة" لشهر غشت 2014 استهداف شبكات الأقراص المهلوسة لفئة التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية وفي محيطها، وهو ما يساهم-بحسبها- بشكل مباشر في إذكاء الجنوح والانحراف لدى الشباب والمراهقين، والتسبب في الانقطاع عن الدراسة، وبروز أمراض نفسية وعقلية خطيرة في صفوف هذه الفئة المجتمعية الحساسة، فضلا عن إفراز مشاكل عائلية عويصة داخل الوسط الأسري للمدمن والمتعاطي لهذا النوع من المواد المخدرة، موضحة أن التدخلات الأمنية المنجزة في محيط المدارس والفضاءات التعليمية خلال الثلاثة أشهر من السنة الجارية أسفرت عن توقيف 737 مشتبها به في قضايا تتعلق بترويج المخدرات، وحجز كمية كبيرة من الشحنات المخدرة من بينها 216 قرصا مخدرا، وهو المعطى الذي يؤكد مراهنة شبكات الاتجار في الأقراص المهلوسة على المحيط التعليمي باعتباره "سوقا مربحا" لهذه التجارة المشوبة بعدم الشرعية. وأكدت نفس الدراسة على أن أزيد من 90 في المائة من المحجوزات التي يتم ضبطها في إطار قضايا الاتجار في "القرقوبي" يتم تهريبها من الحدود الشرقية للمغرب، كما أن النوع الأكثر انتشارا في السوق الوطنية لا يتم تصنيعه بالمغرب لأغراض صيدلانية وإنما يتم تهريبه من الخارج، وهو ما يضفي على هذا النوع من الإجرام طابع التنظيم ويصنفه ضمن خانة الجريمة العابرة للحدود الوطنية-تضيف الدراسة- مشددة إلى أن هذا الصنف من المخدرات "القرقوبي" يبقى المسؤول المباشر عن اقتراف تلك الجرائم، على اعتبار أنه يدفع المدن أو المتعاطي بشكل لا إرادي إلى اقتراف أفعال إجرامية خطيرة مثل القتل العمد، والاعتداء على الأصول، والسرقات بالعنف والاعتداءات الجنسية الخطيرة -تضيف الدراسة-. من جهة أخرى، أثبتت الدراسة الإحصائية وجود مؤشرات تقاطع قوية بين ظاهرة العنف والشغب الرياضي وبين استهلاك "القرقوبي"، مشيرة إلى أن أغلب المتورطين في أعمال العنف داخل الملاعب يكونون تحت وطأة تأثير الأقراص المهلوسة التي تفقد الإدراك وتدفعه بشكل لا طوعي لاقتراف أفعال إجرامية خطيرة. من جهة أخرى، كشفت القراءة التحليلية للمؤشرات الرقمية الخاصة بظاهرة الاتجار في الأقراص المخدرة-حسب الدراسة ذاتها- (كشفت) على أن مدينة الرباط احتلت الصدارة في كمية محجوزات القرقوبي بنسبة بلغت (288ألف و 850 قرصا مهلوسا) وهو ما يمثل أزيد من نصف المحجوزات على الصعيد الوطني، فيما احتلت مدينة وجدة المرتبة الثالثة بعد الرباط والبيضاء، وأوضحت أن هذه النسبة لا تعني بأن الرباط صارت أكبر سوق وطني لهذه التجارة الغير قانونية، وإنما يعني أن مجموعة من مسالك التهريب الوطنية والدولية تتقاطع بمدينة الرباط، على اعتبار أن شبكات التهريب القادمة من الحدود الشرقية للمغرب عالبا ما تجند مهربين يعمدون إلى نقل شحناتهم إما عبر القطار أو حافلات النقل الطرقي انطلاقا من مدينة وجدة في اتجاه الرباط قبل الانتقال إلى باقي المدن المستهدفة، خاصة وأن أغلب عمليات الحجز بمدبنة الرباط تسجل إما بجوار المحطة الطرقية (القامرة)، أوبمحاذاة محطة القطار الرباط، توضح الدراسة ذاتها.