أعلن محمد العادل، رئيس المنتدى المغاربي للتعاون الدولي، من منصة الملتقى الوطني العاشر لشبيبة العدالة والتنمية أول أمس السبت، عن تنظيم أول قمة للمجتمع المدني المغاربي بالرباط نهاية أبريل من العام القادم، واصفا المبادرة التي تسهر عليها قوى مغاربية، خلال ندوة "أي دور للمجتمع المدني المغاربي في البناء الديمقراطي"، ب"عرس المجتمع المدني المغاربي". واستهل الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، مداخلته خلال الندوة بالتأكيد على أن الفساد والاستبداد يعيقان تحقيق الاندماج المغاربي، قائلا يجب على الشعوب أن تسترد المبادرة في موضوع الاندماج المغاربي، وذلك بتطوير منظومة الديمقراطية التشاركية في إطار تكاملي مع الديمقراطية التمثيلية، اعتمادا على التجارب الدولية كما في أمريكا اللاتينية وغيرها، وكذا مزاحمة ومنافسة السياسيين لكي لا تكون قضية الاندماج المغاربي حكرا على الأنظمة والأحزاب السياسية والنخب السياسية. وطالب عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الشباب المغاربي بتشكيل كتلة حرجة تضغط في اتجاه الاندماج المغاربي والمواطنة المغاربية، وإطلاق استفتاء محرج "من أجل الاندماج المغاربي"، ليكون بمثابة ورقة ضغط المجتمع المدني وعمل البرلمانيين، باللجوء إلى مواقع التواصل، داعيا شبيبة حزبه إلى الافتتاح أكثر على كل القوى من اليمين إلى اليسار في المغرب، وفتحه في وجه المنظمات الشبابية المغاربية، وجعل الملتقى ذا بعد مغاربي ينتقل بالتداول بين العواصم المغاربية بحضور عشرات الآلاف من المشاركين. وشدد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، على أن الفكرة المغاربية لا تتم إلا بالديمقراطية، وبانجازات عملية مرحلية، وأن لا وحدة ولا تعاون ولا تكامل دون تقدم الديمقراطية في البلدان المغاربية، وأن لا إمكانية للإجابة عن سؤال الأمن، وأزمة الغداء، ومحاربة البطالة، والتنقل، دون اندماج مغاربي. من جانبها، أوضحت وهيبة قطوش أستاذة جامعي بالجزائر، وعضو مجلس الأمناء بالمنتدى المغاربي، أن الوحدة المغاربية مطلب منطقي وشرعي، تحول دونه ما وصفتها بالقضية "المفتعلة" بين المغرب والجزائر، مشددة أن على المجتمع المغاربي توفير الظروف من أجل بناء الفضاء المغاربي، عوض انتظار ظروف قد لا تأتي بها الفرص إلا في الناذر. التونسي محمد العادل، رئيس المنتدى المغاربي للتعاون الدولي، ورئيس المعهد التركي العربي للدراسات بأنقرة، قدم بدوره أربعة محطات عملية كبرى توصل العالم المغاربي إلى الاندماج والوحدة، جعل أولها عقد حوار وطني في كل بلد من البلدان المغاربية للإجابة على سؤال لماذا الوحدة والمواطنة المغاربيتين؟ وإجراء استفتاء شعبي. وثانيا الشراكة المغاربية في مجال البحث العلمي المشترك، والشراكة الاقتصادية على مستوى القطاع الخاص، قائلا بدون منهجية علمية لا يمكن تحقيق الوحدة المغاربية. وثالث تلك المحطات –حسب العادل- التكامل في السياسات، والمناهج العلمية والتعليمية، والقوانين، والسياسات الإعلامية، والدبلوماسية المغاربية. انتهاء إلى المحطة الأخيرة المتعلقة بالوحدة السياسية. واعتبر العادل في السياق ذاته، أن فشل الوحدة المغاربية عبر نصف قرن من الزمن تعود إلى توجه الأنظمة السياسية، دونما استشارة للشعوب، ودون اعتماد منهجية علمية واضحة، إلى الوحدة السياسية التي تعد المحطة الأخيرة في عملية الاندماج والوحدة. من جهته، قال ديدي ولد السالك رئيس المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجي، إن الوحدة المغاربية لا تتم إلا بوجود ديمقراطية حقيقية تحقق وتراعي مصالح الشعوب، وتفاعلا مع مداخلة الوزير الشوباني، طالب الأستاذ الجامعي ولد السالك المجتمع المدني المغاربي بخلق رأي عام مغاربي تراكمي في اتجاه بناء المجال المغاربي الواسع، معتبرا تنوع المجتمع المدني قادرا على الوصول إلى كل بنى المجتمع وتغير عقلياته، بناء ديمقراطية حقيقية في الفضاء المغاربي.