انطلقت صباح السبت 16 مارس الجاري، أشغال الدورة الثانية من الملتقى الإقليمي للشعوب المغاربية الذي تشرف عليه المنظمة المغربية للصحراويين الوحدويين، الملتقى الذي تحتضنه مدينة أكادير على مدى يومين عرف تكريم عدة فعاليات سياسية وإعلامية من الدول الخمس الممثلة للمنطقة المغاربية، وكان في مقدمة المكرمين “محمد البوصيري بوعبدلي” رئيس الحزب الجمهوري المغاربي في تونس، الذي تسلم الجائزة بدلا عنه الناطق الرسمي باسم الحزب “محمد أحمد القابسي”، كما تم تكريم رئيس حزب تواصل الموريتاني “عبد السلام ولد حرمة”، و”محمد اسماعيل عثمان” المتحدث باسم المنتدى الليبرالي الليبي والإعلامي الجزائري “محمد العيد البيهي.” وبعد كلمة رئيس المنظمة “محمد بومهرود” التي تناول من خلالها أهمية تنظيم هذا الملتقى الذي تهدف منظمته من خلاله، خلق المزيد من التواصل والتكامل بين الشعوب المغاربية عبر ممثليها من مختلف الأحزاب السياسية، والفاعلين الإعلاميين كذلك والمؤمنين بضرورة تحقيق الاندماج والوحدة المغاربية، تناول الكلمة الضيوف المكرمين الذين أسعدهم التواجد والتكريم على أرض المغرب. رئيس الحزب الجمهوري المغاربي في تونس: نؤمن حتما بضرورة الاتحاد المغاربي في الكلمة التي تلاها “محمد أحمد القابسي” نيابة عن رئيس الحزب الجمهوري المغاربي بتونس “محمد البوصيري بوعبدلي”، أكد أن حزبه ومنذ تأسيسه، حرص على تفعيل موضوع التقارب والتكامل بين الاشقاء في المنطقة المغاربية، وجعل منه هدفا وغاية، مشيرا إلى أن مستقبل الشعوب المغاربية يكمن في تكامل أقطارهم التي حباها الله بكل مقومات التكامل في التاريخ والجغرافيا وفي الدين واللغة. كلمة “البوصيري” شدد من خلالها على ألا خيار أمام أقطار المغرب العربي سوى تحقيق الاندماج، وذلك من خلال تشجيع المجتمعات المدنية والفاعلين الاقتصاديين على بناء شراكات مفيدة وفاعلة. رئيس حزب تواصل الموريتاني: بقاء الدول المغاربية رهين بتكتلها واندماجها اعتبر “عبد السلام ولد حرمة” رئيس حزب تواصل الموريتاني، أن الاتحاد المغاربي الذي انطلق فعليا من مراكش سنة 1989، أصبح حاجة ملحة ومضاعفة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة المغاربية، معتبرا أن بقاء الدول الخمس ك “دولة”، وفق التحديات الأمنية وانتشار الهجرة والجريمة المنظمة رهين بضرورة تحقيق التكتل والاندماج. وعاتب “ولد حرمة” النخبة السياسية والإعلامية، على عجزها في عدم الرفع من مستوى القول إلى الفعل الذي لم يرقى برغبات الشعوب المغاربية إلى تحقيق التقارب والاندماج. المتحدث باسم المنتدى الليبرالي الليبي يشبه نتائج الاستفتاء بتطبيق الديمقراطية في مستشفى المجانين بنظرة تشاؤمية واقعية، بدأ “محمد اسماعيل عثمان” المتحدث باسم المنتدى الليبرالي الليبي، كلمته بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثانية من ملتقى الشعوب المغاربية، معبرا عن حزنه أمام تمزق الأمة في زمن اغتيل فيه العقل ومفهوم الانسان ليولد شيئا آخر يمكنه من رفع السلاح لقتل أخيه الانسان، كما غاب مفهوم الوطن حتى صار شعار الحرية والعدالة والديمقراطية جسرا يحقق مصالحه الشخصية، حسب تعبيره، واعتبر أن ما يوحد الشعوب هو المصالح المشتركة التي تضمن العيش الكريم للمواطن عبر خطط واضحة وحقيقية، لا عبر شعارات رنانة وفتن العنصرية والتقزم ولغة السلاح. وعن الحق في الاستفتاء، استمد “عثمان” مقولة أحد المتأملين، الذي قال أن تطبيق الديمقراطية الجاهزة في مجتمع يقرأ بمعدل 6 دقائق في السنة هو كتطبيق الديمقراطية في مستشفى المجانين، حينها سيقرر الأغلبية (المجانين)، قتل الاطباء وحرق المستشفى. الاعلامي الجزائري البيهي: سيطرة السلطة على الاعلام منعته من نقل رغبة الشعوب في التقارب رأى الاعلامي الجزائري “محمد العيد البيهي” أن سيطرة السلطة على الاعلام في المنطقة المغاربية، لم يحرر الاعلام المحلي الذي ظل يخضع للحسابات المالية المرتبطة بالدعم والإعلانات، ومن تم حال دون تقديم صورة حقيقية للشعوب المغاربية التواقة إلى الاندماج والتقارب.