مقتل مصور بريطاني وحملة ضد نشطاء السلام واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية استهداف الطواقم الصحفية ونشطاء السلام في أماكن مختلفة من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من الضفة الغربية وقطاع غزة. ففي حي الشاعر، شرق بوابة صلاح الدين، بمدينة رفح جنوب قطاع غزة أطلقت دبابة إسرائيلية نيرانها تجاه المصور الصحفي البريطاني "جيمس ميلر" مالك شركة (Frost bite) للإنتاج الإعلامي. شهادات حية ودان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عملية قتل المصور البريطاني، داحضا من خلال إفادات شهود عيان مزاعم إسرائيل بأن المصور البريطاني قتل أثناء تبادل لإطلاق نار. وأضاف المركز في بيان حصلت "التجديد" على نسخة منه: تؤكد التحقيقات التي أجراها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإفادات شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا النار باتجاه الصحفي البريطاني "جيمس ميلر" وقتلوه بدم بارد، بعكس ما نقلته وسائل الإعلام عن قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الجنود ردوا على إطلاق نار تجاههم من مصادر فلسطينية، مما أدى إلى إصابة الصحفي "ميلر". وسرد المركز في بيانه الذي وزع على وسائل الإعلام شهادات لصحفيين ومواطنين تواجدوا في المكان الذي قتل فيه "ميلر". وقال نقلا عن شهود عيان: في حوالي الساعة 7:30 من مساء الجمعة 2/5/2003، توجه طاقم صحفي بريطاني إلى منطقة بوابة صلاح الدين بالقرب من الشريط الحدودي في رفح، برفقة مساعدين فلسطينيين، وضم الطاقم ثلاثة بريطانيين وفلسطينيان هم: "جيمس ميلر" 34 عاماً، مالك شركة (Frost bite) للإنتاج، والصحفية "سايرا شاه" 38 عاماً، ومساعد الطاقم "دانيل ادج" 25 عاماً، والصحفي "موفق الخطيب" 27 عاماً، ومرشد الفريق، و"عبد الرحمن عبد الله" 25 عاماً، مترجم الفريق. رفع الراية البيضاء فقتلوه وفي إفادته للمركز الفلسطيني، قال المصور الصحفي "تامر زيارة" مصور وكالة "اسوشيتد برس" في إفادته: "في حوالي الساعة 11:30 ليلاً، هممنا للخروج من المنزل ومغادرة المنطقة ولكن أدركنا أننا شبه محتجزين في المنزل لقرب الدبابات الإسرائيلية من المكان الموجودين فيه. واتفقنا فيما بيننا أن نخرج لقوات الاحتلال لنعرفهم بنفسنا وبطبيعة عملنا كصحفيين، وأننا نريد الخروج من المنطقة المحتجزين فيها لأنه أفضل من الخروج دون إعلامهم حتى لا يطلقوا النار تجاهنا. وأضاف: خرجنا وكنا ثلاثة، فكنت أما أحمل راية بيضاء مرفوعة، أما "جيمس" فكان يحمل مصباح إنارة موجه نحو الراية البيضاء، و"سايرا" كانت ترفع يداها لأعلى، وكان ثلاثتنا يلبس خوذ مكتوب عليها (T.V)، وستر واقية من الرصاص مكتوب عليها أيضاً (T.V). وتابع: مشينا حوالي 20 متراً تجاه الدبابات، ونادينا عليهم أن نحن صحفيين بريطانيين نريد الخروج من المنطقة، لكنهم ردوا علينا بإطلاق النار، فأصابوا "جيمس" الذي توفي لاحقا. وأضاف زيارة: عدت إلى المنزل وأخبرت من فيه أن جيمس أصيب ليتصلوا بالإسعاف، ثم رجعت إلى "جميس" وأثناء محاولة إنقاذه نادى علينا الجنود من داخل إحدى الدبابات بالوقوف مكاننا وتحركت ناقلتا جنود تجاهنا، وعندما وصلتا إلى مسافة 10 أمتار من مكاننا، طلب الجنود منا حمل الصحفي المصاب ووضعه على مقدمة المجنزرة، فقلت لهم إنه مصاب وحالته سيئة ويجب وضعه داخل المجنزرة، لكنهم أصروا على وضعه على مقدمتها ثم أخذوه إلى معسكر قريب. كان يوثق لحياة الأطفال وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن "جيمس ميلر" ورفاقه كانوا قد قدموا إلى القطاع منذ عدة أسابيع، ويقومون بتصوير فيلم وثائقي عن حياة الأطفال في منطقة الشريط الحدودي في رفح، لصالح مؤسسة إعلامية أميركية وهي (Home Book Offices) وجدد المركز مطالبته للمجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية بضمان احترامها في كل الأوقات، والتدخل الفاعل من أجل وقف انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لأحكام الاتفاقية. نقابة الصحفيين تدين من جهتها اتهمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قوات الاحتلال الإسرائيلية باستهداف الباحثين عن الحقيقة. وقال نعيم الطوباسي نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل"التجديد" إن نقابة الفلسطينيين تعتبر ما حدث "جريمة حرب تستهدف الصحفيين لسبب واضح هو أنها لا تريد أن يكون تغطية إعلامية لجرائمها وأن تصل الحقيقة للعالم". وأضاف: أجرينا اتصالات دولية مكثفة مع الاتحاد الدولي للصحفيين وطالبناهم بالتحرك الجدي والسريع للوقوف أمام الهجمة الإسرائيلية. مشيرا إلى أن الصحفيين الفلسطينيين خرجوا في مختلف المدن في مسيرات احتجاجا على استهداف الصحفيين. وتحدث الطوباسي عن مسلسل استهداف الصحفيين فقال: حكومة الاحتلال بدأت استهداف الصحفيين بمنع تحرك الصحفيين الفلسطينيين ووضع شروط تعجيزية في تنقلاتهم، ثم سحبت بطاقاتهم ، وأصدرت قرارا بتحويل 1470 منطقة في الضفة وغزة إلى مناطق عسكرية مغلقة، ثم أتبعت ذلك باستهداف مباشر للصحفيين الأجانب. استهداف نشطاء السلام من جهة أخرى صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلية من حملتها ضد نشطاء السلام الأجانب، كان آخرها اعتقال نشاطة بريطانية مساء الجمعة بعد مقتل "راشيل كوري" ناشطة السلام الأمريكية في حركة التضامن الدولية، في مدينة رفح خلال شهر آذار الماضي، وإصابة ناشط سلام آخر يدعى "توم هاريندول" قبل ثلاثة أسابيع في مدينة رفح، وناشط السلام"بريان أييفري،" بداية شهر نيسان الماضي، جراء تعرضه لنيران الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين. وفي خطوة جديدة قد تدل على نية لدى حكومة الاحتلال منع نشطاء السلام الأوربيين من الوصول للأراضي الفلسطينية بدأت وسائل الإعلام العربية باتخاذ ذريعة "قدوم إرهابيين" لمنع وصول دعاة السلام للأراضي الفلسطينية. ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العربي على الإنترنت أمس نقلا عن "إندبندنت" البريطانية أن "الانتحاريين البريطانيين اللذين نفذا العملية الانتحارية تمكنا من التسلل إلى إسرائيل بعد أن عبرا الحدود الإسرائيلية من غزة على أنهما ناشطا سلام". وأضافت أن ناشطي السلام سافرا يوم الثلاثاء بسيارة عمومية اتجاه إسرائيل وحين وجه لهما الجنود الإسرائيليون الأسئلة أجابا بأنهما مبعوثان من قبل "شركة السياحة البديلة" (ATG) التي تنظم رحلات "للوقوف عن قرب على الصعوبات التي تواجه المبادرات السلمية في الشرق الأوسط" الأمر الذي أقنع الجنود بالسماح لهما بالدخول. وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال يبحث عن استشهادي آخر كان مع منفذ عملية تل أبيب. فلسطينالمحتلة- عوض الرجوب