قال الدكتور أحمد الريسوني، إن "تجديد الفكر الإسلامي ضرورة حتمية لا بديل عنها إلا الموت وهو جزء لا يتجزأ من دين الله وشريعته"، وشدد الريسوني على أن "تجديد أمور الدين أمارة على أن هذا الدين قائم مستمر إلى قيام الساعة". وعاب العالم المقاصدي، أول أمس، خلال محاضرة له ضمن أشغال الملتقى الوطني العاشر لشبيبة العدالة والتنمية بالر باط، في موضوع "تجديد الفكر الإسلامي، الرؤية والمنهج"، على الحركة الإسلامية عدم قدرتها على التجديد الفكري والعلمي، وقال "الحركة الإسلامية جددت في أساليب العمل، لكن التجديد الفكري والعلمي، وإن كان جاريا وفيه من الجهود ما فيه، فإنه مازال ضعيفا، وهناك جهودا تثمر وتتواصل لكنها غير كافية". واستعرض العلامة الريسوني ما يواجه التجديد الفكري من تحديات، وقال "لا زال يواجه كثيرا من الممانعة، ويواجه بضده وبنقيضه، فالمواجهة قائمة بين التجديد والتجميد، والصراع الآن في الساحة الإسلامية بينهما، وهناك اليوم من يدافع عن التجميد بحسن ظن أو بسوء ظن"، يضيف نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، "ويمكن أن نتلمس كتلتين تقاومان التجديد وترفضانه، الكتلة التقليدية التي لا تستوعب ضرورة التجديد، وحتميته وتتخوف منه، وهي كتلة الجمود والتهيؤ، من فقهاء وعلماء وبعض المتصوفة، هؤلاء يقاومون التجديد على أساس أنه ربما يغير الدين وطبيعته كما ورثوه وعهدوه"، أما الكتلة الأخطر التي تقاوم التجديد، حسب الريسوني، هي كتلة الاستبداد والتسلط، مضيفا أن "هناك القوة المستبدة والمتسلطة، سواء من أنظمة حاكمة وحكام، أو ممن يرتبط بهم ويلف حولهم، هؤلاء يقاومون التجديد عن وعي وإرادة وسوء قصد، لأنهم يعرفون أن التجديد يذهب بهم وبمصالحهم وبمواقعهم وامتيازات". وناقش الريسوني خلال مداخلته الخطوات والمداخل المنهجية التي تخدم التجديد، وقال إن هناك عدة عناصر، منها أنه "لا تجديد بدون التحرر من التبعيات"، وقال "نحن نتحدث عن تجديد الفكر، وهو يتعلق بالمفكر، فالعالم أو المفكر إذا كان له أي نوع من التبعية تحد من حرية تفكيره، لا يمكن أن ننتظر منه أن يجدد، فالتجديد يتطلب التحرر من كل التبعيات، التي تكون في التنظيم، وفي الدولة والسياسة والأجهزة، بما في ذلك التنظيمية الحزبية أو الحركية"، وشدد الريسوني على أن الذي يكيف تفكيره وكلامه العلمي والفكري مع متطلبات حكومة أو وزارة أو دولة أو حركة أو حزب، "هذا لا يعول عليه ولا خير في تفكيره ولا يمكن أن يكون له علاقة بأي شكل من أشكال التجديد".