تم تكريم هينك زانولي، وهو رجل هولندي يبلغ من العمر اليوم 91 عامًا، من قبل السلطات الإسرائيلية بسبب جهود عائلته لإنقاذ طفل يهودي خلال ما يعرف بالإبادة الجماعية النازية "هولوكوست". ولكن، يوم الجمعة 15 غشت 2014، قرر هذا الرجل إعادة هذه الجائزة الفخرية ل"إسرائيل"، وذلك بعد استشهاد ستة من أقاربه في غزة حسب ما أفادت صحيفة التلغراف وألقت طائرة حربية إسرائيلية قنبلة على منزل عائلة إسماعيل زيادة، زوج قريبة زانوالي، يوم الأحد 20 يوليوز. وأدت هذه الضربة إلى مقتل ربة المنزل، 70 عامًا، وثلاثة من أبنائها، هم جميل، عمر ويوسف، وكذلك زوجة جميل، وابنهما البالغ من العمر 12 عامًا، واسمه شعبان. واعتبرت السلطات الإسرائيلية في عام 2011 زانولي من "الصالحين بين الأمم"، وهو لقب تمنحه "إسرائيل" لغير اليهود ممن ساعدوا في إنقاذ اليهود من المحرقة. زانولي وعائلته كانوا قد ساعدوا في توفير المأوى لصبي يهودي صغير خلال "الاحتلال النازي" لهولندا وحتى جاء تحرير الحلفاء للبلاد في عام 1945. وأعاد زانولي جائزته إلى السفارة الإسرائيلية في هولندا بعد سماع أن ستة من أقاربه قتلوا خلال هجوم على منزلهم في غزة. وقال في رسالة مؤثرة موجهة إلى السفير الإسرائيلي، ونشرت في صحيفة هآرتس: "بالنسبة لي، وفي ظل هذه الظروف، سيكون التمسك بهذا الشرف الذي تمنحه إسرائيل، إهانةً لذكرى أمي الشجاعة، والتي خاطرت بحياتها وحياة أطفالها في سبيل القتال ضد القمع والحفاظ على حياة الإنسان، وكذلك إهانةً لأربعة أجيال من عائلتي”. ويضيف زانوالي في رسالته: "بعد فظائع المحرقة، أيّدت عائلتي بقوة تطلعات الشعب اليهودي فيما يتعلق ببناء وطن قومي لهم … لكن، وعلى مدى أكثر من ستة عقود، أدركت أن المشروع الصهيوني كان منذ بدايته قائمًا على دافع عنصري وطامعًا في بناء دولة لليهود حصرًا". هذا، ويذكر أن والد زانولي كان قد رحل من هولندا، وتوفي لاحقًا في معسكر الاعتقال داخاو، بسبب معارضته الصريحة للاحتلال الألماني.