احتجت إسبانيا، اليوم الجمعة، على "الاستدعاءات المتكررة" لسفيرها في لندن من قبل الحكومة البريطانية بشأن مزاعم حول "حوادث" بجبل طارق آخرها يعود ل16 يوليوز الجاري. وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، اليوم الجمعة، في بلاغ عقب استدعاء الخارجية البريطانية أمس الخميس، وللمرة الخامسة، سفير مدريدبلندن فيديريكو تريو، احتجاجا على موقف "استفزازي"، بحسب لندن، من سفينة تابعة للبحرية الإسبانية حاولت تحويل سفينتين تجاريتين كانتا متجهتين إلى ميناء جبل طارق، أن "استدعاء السفراء عمل خطير جدا، ويتعين الاحتفاظ به للمواقف الخطيرة جدا". وقال ديفيد ليدنغتون، كاتب الدولة البريطاني المكلف بأوروبا، في بلاغ "إني قلق للغاية من تصرفات البحرية الإسبانية التي سعت لتغيير طريق سفينتين تجاريتين كانتا متجهتين إلى ميناء جبل طارق، بذريعة أنهما كانتا تبحران في المياه الإسبانية". وأضاف المسؤول البريطاني "إني أدين هذا الاستفزاز، وأحث الحكومة الإسبانية على ضمان أن لا يحدث مثل هذا الأمر مرة أخرى". وردا على هذه التعليقات وعلى استدعاء سفيرها، استدعت الخارجية الاسبانية، صباح اليوم الجمعة، السفير البريطاني بمدريد سيمون مانلي، لإبلاغه "احتجاج الحكومة القوي" و"سخطها" على الطريقة التي أدارت بها بريطانيا هذا "الحادث" المزعوم مع سفينة البحرية الإسبانية طاغوماغو في 16 يوليوز الجاري بمياه جبل طارق. واعتبرت مدريد "غير مناسب الاستدعاءات المتكررة للسفير الإسباني من قبل الخارجية البريطانية حول الحوادث المزعومة"، الذي يتعين، بحسب البلاغ، "معالجتها بين بلدين صديقين وحليفين بشكل مخالف". وقالت الوزارة إنها "ضد هذا النوع من التصعيد الذي لن يساعد على خلق الأجواء اللازمة للتفافهم"، مشيرة إلى أن "الاتهامات" البريطانية التي تدعي أن إسبانيا "تصرفت بشكل استفزازي ومخالف للقانون الدولي" لا يساعد على خلق مثل هذه الأجواء بين الجانبين. ووصف بلاغ الخارجية الإسبانية "اتهامات الحكومة البريطانية بشأن هذا الحادث بغير المقبولة والخاطئة تماما"، مشيرة إلى أن "حكومة إسبانيا ستظل دائما ثابتة في الدفاع عن المواقف الإسبانية في النزاع حول جبل طارق". ويأتي هذا الحادث بعد أيام فقط من زيارة بعثة للمفوضية الأوروبية إلى جبل طارق لتقييم الوضع على الميدان وإعداد تقرير حول التوتر الذي وقع على الحدود بين هذه الصخرة وبين إسبانيا. وتدهورت العلاقات بين البلدين في الصيف الماضي، عندما شرعت حكومة جبل طارق في وضع 70 كتلة خرسانية منعت ولوج الصيادين الإسبان إلى هذه المنطقة. واحتجت مدريد على وضع هذه الكتل متهمة سلطات الصخرة بانتهاك قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن البيئة ببنائها هذه الشعاب.