نشرت صحيفة "واشنطن بوست " الأمريكية في السادس من أبريل الحالي تقريرا يتحدث عن سعي الحكومة الأمريكية، بالتعاون مع بعض العراقيين المغتربين، إلى تغيير المناهج التعليمية في العراق على غرار ما قامت به الحكومة الأمريكية في أفغانستان. وأفاد التقرير أن وكالة الولاياتالمتحدة للتنمية الدولية رصدت 56 مليون دولار أمريكي لتقدمها كعقود للمؤسسات التي سوف تعمل على تغيير هذه المناهج، ومن بينها منظمات أمريكية أشرفت على صياغة مناهج تعليمية جديدة للمدارس في أفغانستان. وذكر التقرير أن الإدارة الأمريكية تأمل في أن تجري هذه التعديلات في الشهور الخمسة القادمة، وقبل أن يعود الطلاب العراقيون إلى مدارسهم في بداية العام الجديد. ويقول التقرير إن الحكومة الأمريكية تهدف إلى مكافحة أفكار في المقررات الدراسية العراقية الحالية ترى أنها تشجع النزعة العسكرية المتطرفة. وذكر موقع "مفكرة الإسلام" أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أفصحت عن وجود عقد بقيمة 7،9 مليون دولارا مُنح لمنظمة أمريكية لرعاية الاستقرار الاجتماعي والسياسي بعد الحرب في العراق. وقالت الوكالة الأمريكية إن منظمة RTI، ومقرها ولاية "نورث كارولينا"، ستقوم بالمساعدة في مشاريع تربوية لإعادة إنشاء نظام تعليمي في العراق. وفي السياق ذاته، اعتبر مجلس العلاقات الإسلامية بأمريكا (كير) تغيير الأمريكان لنظم التعليم العراقية خلال 5 أشهر بدعوى مكافحة التطرف لا يخدم العملية التربوية في شيء. وذكر نهاد عوض المدير العام لكير أن نزع ما تسميه أمريكا ب"الأفكار المتطرفة" من المناهج التعليمية في العراق يجب أن يتم على أيدي التربويين العراقيين أنفسهم، الذين يجب أن تعطى لهم الفرصة لصياغة مناهج تعليمية تعكس ثقافة أهل العراق وقيمهم الدينية ورؤيتهم لمستقبل بلادهم، كما يجب أن يتم ذلك بدون أية ضغوط خارجية، حتى لا تتأكد مخاوف العراقيين من وجود محاولات أجنبية للهيمنة الثقافية عليهم. وقد أبدى مسؤولون في "كير" تخوفهم من أن تفتقد التغييرات التي تنوي الحكومة الأمريكية إدخالها على المقررات التعليمية بالعراق التوازن المطلوب للحفاظ على انتماء الشعب العراقي لأرضه ولقيمه ولحضارته. كما أبدوا تخوفهم من ألا تعطي المقررات الجديدة للطلاب نفس الحقوق التي يحصل عليها الطالب الأمريكي الذي يتعلم تاريخه ويتعلم الاعتزاز بوطنه منذ الصغر. من جهة أخرى دعا بيان لجماعة "الإخوان المسلمين" بمصر الشعب العراقي والأمة العربية والإسلامية: "أن يستيقظوا لهذا المخطط باعتباره استعمارا جديدا". وأكدت الجماعة في بيانها "أن ما حدث هو استعمار سافر، استخدم وسوف يستخدم كافة الوسائل غير المشروعة لإحكام قبضته على العراق، وفرض سيطرته على المنطقة، وتمكين الكيان الصهيوني الغاضب من تنفيذ مخططاته المجرمة". وشدد البيان على ضرورة "ألا تفقدنا الصدمة المروعة التفكير السليم في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به الأمة". وأكد وحدة التراث العراقي، ودعا الأنظمة العربية والإسلامية إلى المصالحة مع شعوبها، "حتى نستطيع أن نقف صفاً واحداً أمام هذه الهجمة الشرسة". يشار إلى أن نظام التعليم في العراق كان يعد من أفضل نظم التعليم في الوطن العربي قبل حرب الخليج الأولى في عام 1991، وقبل الحصار الذي فرض على العراق بعد الحرب، وذلك وفقا لتقارير أصدرتها الأممالمتحدة. عبد لاوي لخلافة