عبرت البرازيل بنجاج النفق الكولومبي المظلم واستطاعت الفوز بهدفين لهدف في المباراة التي أقيمت على ملعب بلاسيدو في دور الثمانية لمسابقة كأس العالم. جاء هدفي البرازيل كهديتين من ثنائي الدفاع تياجو سيلفا وديفيد لويز في الدقيقتين 7 و 69 فيما سجل رودريجيز هدف كولومبيا الوحيد من ركلة جزاء في الدقيقة 78 ليتأهل راقصو السامبا إلى دور الأربعة وتعزف كولومبيا عن كتابة فصل جديد في كتاب المفاجآت المونديالية التي أمتلكت حقوقه. دفع سكولاري المدير الفني للبرازيل بقوته الضاربة منذ البداية بتواجد نيمار وهالك و أوسكار وفريد في المقدمة وخلفهم باولينيو وفرناندينيو وفي الدفاع الرباعي مارسيلوو وديفيد لويز وتياجو سيلفا ومايكون بالإضافة إلى الحارس جوليو سيزار. وفي المقابل كانت الاوراق الرابحة لمنتخب كولومبيا متواجدة في التشكيلة الاساسية والمتمثلة في رودريجيز وكوادرادو وجوارين وجوتيريز وهي الاسماء التي أعتمد عليها بيكرمان في تحقيق مفاجأته في المونديال. منذ الوهلة الأولى كانت وتيرة المباراة مرتفعة وهو ما يوضح غياب الرهبة عن كلا الفريقين عكس الطرق التي تعتمد على التحفظ في الأداء وخطف الأهداف من الاخطاء والركلات الثابتة. وأمام الضغط البرازيلي منذ البداية انصاع المرمى الكولومبي لذلك واستقبل الهدف الاول في الدقيقة السابعة عن طريق تياجو سيلفا الذي تواجد داخل منطقة الجزاء لمتابعة الكرات الشاردة وأستطاع التقاط إحداها وتسديدها في المرمى في الدقيقة السابعة. لم يتغير ايقاع اللقاء عن بدايته ولكن البرازيل التي رأت الهدوء بعد الهدف انتظارا لامتصاص الحراك الكولومبي المتوقع اعتمدت على الكرات الطويلة لنيمار وانطلاقاته السريعة ولكن دفاع كولومبيا كان بالمرصاد ولعب المدافع المخضرم زاباتا دورا حيويا في ايقاف هجمات البرازيل التي شنها خلال الشوط الأول. بعد مرور نصف الشوط الأول بدأ التحرك من الظهيرين الكولومبيين زونيجا وأرميرو يلوح في الأفق تمهيدا لدعم الهجوم والخروج من الشوط الأول والفريق متعادل على أقل تقدير. وفي المقابل اعتمدت البرازيل على الهجمات السريعة والخاطفة ولعب أوسبينا حارس كولومبيا دورا حيويا في ايقاف رقصات السامبا داخل منطقة الجزاء وصد الكرات الخطيرة التي حامت حول المرمى. أنتهى الشوط الأول بتقدم البرازيل بهدف وهو ما أنعكس على الشوط الثاني فزادت الإثارة إلى أقصى درجة وأحتفظ سكولاري بنفس الاسماء التي بدأ بها الشوط الاول ولكن بيكرمان رأى ضرورة التبديل فأشرك أدريان راموس مكان إباريو لاعب الوسط من أجل تدعيم خط الهجوم. ورغم الهجمات التي حاول المنتخب الكولومبي شنها إلا أن البرازيل سجلت الهدف الثاني عن طريق ديفيد لويز من ركلة مباشرة من خارج منطقة الجزاء حيث سدد الكرة لتغير اتجاهها في الهواء أكثر من مرة ليعجز الحارس في إيقافها. دفع بيكرمان بورقته الثانية كارلوس باكا مكان جوتيريز خاصة أن الفريق أصبح لا يبكي على شيء بعد أن أبتعد حلم التعادل أمام البرازيل. نشطت كولومبيا ومن إحدى انطلاقات البديل باكا أنفرد بالمرمى ولكن الحارس جوليو سيزار يعرقله ليعلن حكم اللقاء عن ركلة جزاء تصدى لها الموهوب رودريجيز ليسددها في المرمى في الدقيقة 78 ويقلص الفارق. أدركت البرازيل أن الدقائق المتبقية من عمر اللقاء ستشهد ضغطا كولومبيا خاصة أن حلم التعادل و الاحتكام إلى الوقت الاضافي على بعد هدف واحد فضلا عن أن المنافس لديه من الاسماء ما يسمح له بارتفاع سقف طموحه لأبعد من ذلك. عادت البرازيل إلى تنظيم دفاعها والاعتماد على الانطلاقات السريعة خاصة أن الجماهير بدأ القلق ينتابها نتيجة التوتر الذي تعرض له الفريق في مباراة تشيلي. خرج نيمار مصابا في الدقيقة 88 من المباراة ودخل بدلا منه البديل إنريكي لتخشى الجماهير من تسجيل كولومبيا هدف التعادل واضطرار الفريق للدخول في الوقت الاضافي بدون النجم الاول خاصة أن هالك خرج في الدقيقة 83 ولن يكون للفريق أي أنياب هجومية. أستمر الضغط الكولومبي العنيف خاصة أن كارلوس كاربايو حكم اللقاء أحتسب خمس دقائق وقت بدل ضائع مما جعل الجماهير البرازيلية ينتابها القلق، ولكنها مرت بنجاح لينتهي اللقاء وتتأهل البرازيل.