أين موقع الصم والبكم داخل قناتينا؟! تمثل الرياضة أحد الركائز الرئيسة داخل المجتمع المغربي، كما أنها تحظى بعناية خاصة من لدن قناتينا الأولى والثانية، وحسب المعطيات المتداولة داخل الأوساط المهتمة بالمجال السمعي البصري، فإن نسبة المشاهدة تكون عالية أثناء عرض المباريات الكروية أو البرامج الرياضية، وهذا أمر لا يقتصر على المغرب فحسب، ولكن يهم جميع الدول، لكن الملاحظ أن هناك فئة عريضة من المواطنين فرضت عليها الظروف أن تحرم من متابعة ما تعرضه قناتينا من برامج وأخبار رياضية، ويتعلق الأمر بعدد من ذوي العاهات المستديمة والإعاقات، وخاصة الصم والبكم الذين لا تسمح لهم إعاقتهم بمتابعة ما يجري في الميادين والملاعب الكروية، وإذا كان عدد من القنوات العربية قد فطن إلى هذا الأمر، وعمد إلى تخصيص فقرات لهذه الفئة من خلال توظيف بعض المختصين في لغة الإشارة للتواصل مع المشاهدين من بين المعاقين، فإن هذا الأمر ما يزال بعيدا عن مفكرة مسؤولي قناتينا، الذين ليس لديهم الوقت الكافي للتفكير في هذه الشريحة من المواطنين، الذين لهم أيضا الحق في متابعة برامج التلفزيون، وذلك في إطار عملية إدماج المعاقين في محيطهم الاجتماعي، كما أن وجود جامعة تعنى برياضة المعاقين يفترض ربط جسور الاتصال معها، ليكون هناك تنسيق حتى لا تبقى خارج التغطية وبعيدة عن ما يروج هنا وهناك. فالمعاق كيفما كان يرغب في أن يحظى بالرعاية والعناية، وحالة المصابين بالصم والبكم أكثر صعوبة، بحكم أنهم فاقدون لأداتي التواصل مع العالم الخارجي، وهذه دعوة إلى أصحاب القرار والمسؤولين عن وسائل الإعلام العمومية للتفكير بجدية في هذا الموضوع، وإعطاء بعض الاهتمام للمعاقين في إطار المساواة بين جميع المشاهدين، وهذه مناسبة كذلك لنهمس في أذن السيد وزير الاتصال، الذي يدعو في كل وقت وحين إلى تحديث المشهد الإعلامي، إلى وضع هذه الفئة المحرومة من نعمة السمع ضمن مخططاته، وأن يعمل على تخصيص برامج إعلامية لا تهتم فقط بالرياضة ولكن بكل المجالات لها