كشفت مصادر إعلامية عبرية، نقلا عن مصادر أمنية صهيونية، النقاب عن أن عملية الاغتيال التي نفذت في المتحف اليهودي في بروكسل "مدبرة" واستهدفت ضابطين في جهاز المخابرات الصهيوني الخارجي "موساد"، ويشغلان منصبَين حساسَيْن فيه. وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في نسختها الإلكترونية، اليوم الاثنين: إنه من المقرر أن تنشر صحيفة "لوسوار" البلجيكية بعد غد (الأربعاء 04 يونيو 2014) مقالا لمراسلها في تل أبيب يوضح عملية التصفية وعن الجهة التي تقف وراءها. وأضافت الصحيفة إن القتلى يعملون في جهاز المخابرات "الإسرائيلي" الخارجي "موساد" ولهم علاقة باغتيال القيادي في "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" محمود المبحوح الذي تم اغتياله في إمارة دبي بدولة الإمارات قبل أربعة أعوام، ولهم صلة بمقتل القيادي العسكري البارز في "حزب الله" عماد مغنية. وتشير تقديرات "الموساد"، بحسب ما أوردته الصحيفة، إلى أن العملية التي قتل فيها أربعة أشخاص أُعدت بشكل مسبق ونفذت بإتقان، مؤكدة أن القتلة يعرفون المستهدفين جيدًا. وأضافت الصحيفة إلى أن "مريم ريفا" التي قُتلت في الهجوم عملت هي وزوجها "إيمانويل ريفا"، قبل سنوات في مكتب رئيس وزراء الاحتلال، وهما ضابطان كبيران في المخابرات. وأشارت إلى أن صفة "وظائف حساسة" تطلق على أولئك الذين يعملون في وظائف تصنف بأنها سرية ولها علاقة بجوانب معينة مثل الدفاع والأمن والاستخبارات. ونقلت الصحيفة عن مراسل صحيفة "لوسوار" تأكيده أن "مريم" وزوجها نفذا مهام لمدة أربع سنوات بالسفارة "الإسرائيلية" في برلين بألمانيا، وقد انتهت هذه المهمة قبل نحو سنة. وذكرت أن عمانوئيل عمل سابقا في منظمة "ناتيف"، وهو جهاز مخابراتي صهيوني صغير تم إنشاؤه في خمسينيات القرن الماضي لتعزيز ترحيل اليهود إلى كيان الاحتلال، وخاصة يهود الدول الشيوعية خلال الحرب الباردة، وأوقف عملياته منذ بضع سنوات ليهتم حاليا فقط بمساعدة من يريد الرحيل إلى الكيان الصهيوني من الدول الشرقية. وكان المدعي العام بباريس "فرانسوا مولان" قد أعلن أن الفرنسي "مهدي نينموش" البالغ 29 عاما والذي أوقف، أمس الأحد (فاتح يونيو 2014)، لاتهامه بالعملية، كان يحمل معه عند توقيفه شريط فيديو يتحدث فيه عن الجريمة التي راح ضحيتها أربعة أشخاص، وعن الأسلحة التي من المفروض أن تكون قد استعملت فيها. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" أن رجال الجمارك أوقفوا، الجمعة الماضية "نينموش"، وهو فرنسي الجنسية، في محطة "سان شارل" في مرسيليا حين كان في حافلة قادمة من أمستردام عبر بروكسل. وقالت إنه يشتبه أن يكون قاتل في سوريا عام 2013. وأضافت أنه كان في حوزة الفرنسي الموقوف سلاح كلاشنيكوف ومسدس مماثلان للذين استخدما في العاصمة البلجيكية، حسب ما أفادت مصادر قريبة من التحقيق ومصدر قضائي. وكان يحمل أيضا آلة تصوير من نوع "غو برو". وبين ملابسه قبعة شبيهة لقبعة مطلق النار في المتحف اليهودي وفقا لصور بثتها الشرطة البلجيكية التقطتها كاميرات المراقبة. وقال مصدر قريب من التحقيق إنه يشتبه في أن يكون الفرنسي "مهدي نينموش" ويتحدر من روبيه (شمال فرنسا) انضم إلى الجهاديين في سوريا في 2013. ووضع "نينموش" في السجن على ذمة التحقيق بتهمة القتل ومحاولة القتل على علاقة بمنظمة إرهابية بحسب المصدر القضائي. ويمكن لفترة حبسه التي بدأت ظهر الجمعة الفائت أن تستمر 96 ساعة، أي حتى الثلاثاء أو 144 ساعة حتى الخميس المقبل إذا تذرع المحققون بأنه يمثل تهديدا إرهابيا وشيكا. وجاء في تصريح للناطقة باسم النيابة العامة في بروكسل الأحد ما قبل الماضي، بأن الهجوم نفذه رجل "على الأرجح تصرف بمفرده" و"أعد له بشكل جيد". وأكدت أيضا أن "كل الفرضيات تبقى مفتوحة" وأن القضاء ليس بإمكانه تأكيد ما إذا كان "عملا إرهابيا أو "معاديا للسامية".