استجاب المندوب الجهوي للتخطيط بمراكش لمطالب المشاركين في فترة التكوين لأجل العمل في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة ,2004 وجاءت هذه الاستجابة بعد نقاش طويل على فترتين دام إلى ساعة متأخرة من ليلة الاثنين والثلاثاء الماضيين، جمعته بعشرين مندوبا عن قاعات التكوين الخمسة والعشرين. وشملت المطالب العمل بالتوقيت المستمر، وضرورة تبادل الاحترام بين موظفي المندوبية السامية للتخطيط وبين المشاركين في الإحصاء من باحثين ومراقبين ومشرفين، وحذف التغذية واستبدالها بتعويضات مادية، على أن تحتسب التعويضات كاملة بالنسبة للمشرفين الاحتياطيين مثلهم مثل باقي المشرفين الرسميين. وكان المشاركون في الإحصاء، الذين ينتمي أغلبهم إلى سلك التعليم، قد قاطعوا حصة بعد زوال يوم الاثنين، وهو اليوم الأول من الأيام المخصصة للتكوين النظري والتطبيقي قبل الشروع في عملية الإحصاء الفعلية، وقاموا بعد ذلك بدورة في جنبات كليتي الآداب والحقوق تنديدا بما وصفوه بسوء التغذية وتدني جودة الخدمة أثناء تقديم وجبات الغذاء... وعرفت فترة الزوال أثناء تقديم الوجبة احتجاجات عنيفة من طرفهم، وصلت إلى حد الضرب على الأواني بشدة، بل وقلب آنية الفاكهة، نظرا >لتأخر الطلبات وانعدام الماء الصالح للشرب والوقوف طويلا في طابور من أجل أخذ نصيب من الأكل لا يساوي، حسب تصريحات بعضهم، ثلث الميزانية المخصصة له<، مما أربك رجال المطبخ والمسؤولين عن التغذية، الذين دخلوا في بعض الأحيان في جدال حاد غير ذي احترام مع المشاركين، الذين غادر بعضهم مطبخ الحي الجامعي دون غذاء، مما نتج عنه غضب المشاركين ومقاطعتهم للفترة الزوالية التي تبدأ من الساعة الرابعة وتنتهي على الساعة الثامنة إلا ربع. وقال أحد المندوبين، الذين باشروا الحوار مع المندوب الجهوي بحضور الكاتب العام لولاية مراكش، إن جل المطالب لبيت، مشيرا إلى تفهم المدير الجهوي للتخطيط بولاية مراكش لضرورة توفير الشروط المناسبة لمرور عملية التكوين في أفضل الأحوال. وبعد توصلهم بنتائج الحوار أوقف رجال الإحصاء مقاطعتهم للتكوين، وباشروا عملهم في اليوم الموالي بتوقيت يستمر من الساعة الثامنة إلا الساعة الثانية بعد الزوال مع تخصيص فترة للاستراحة مدتها نصف ساعة، وهو توقيت لقي استحسانا كبيرا من طرف المشرفين والمراقبين والباحثين. وجدير بالذكر أن فترة التكوين ستستغرق 12 يوما وستستمر إلى غاية 31 غشت، على أن يعوض يوم الإضراب بيوم الجمعة 20 غشت وهو يوم عيد وطني مع مضاعفة تعويضات هذا اليوم، فيما سيباشر الباحثون عملهم الميداني مع السكان وتحت إشراف المراقبين المشرفين، منذ يوم فاتح شتنبر إلى غاية 20 منه. يشار إلى أن إحصاء سنة 2004 هو الخامس من نوعه، ويأتي عشر سنوات بعد الإحصاء الرابع، ويستهدف تحديد سكان البلاد وكافة الوحدات الإدارية للمملكة، مع استخلاص المميزات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية للسكان، وتكوين قاعدة للمعاينة تستعمل لإنجاز البحوث الإحصائية التي تبرمج خلال فترة ما بين الإحصاءين. وتتضمن المعلومات الواجب إحصاؤها معلومات جديدة متعلقة بالهجرة والإعاقة. ومن أطرف ما استحسنه بعض المشاركين في الإحصاء هو إعطاء صفة ربة أسرة بدل عاطلة لكل امرأة أو فتاة يتجاوز عمرها 15 سنة ولا تزاول أية مهنة أخرى غير الاعتناء بالمنزل وأفراد الأسرة، وهي صفة تمنى البعض أن تطال جميع الوثائق الإدارية بدل صفة بدون التي هي بدون معنى. عبد الغني بلوط