أعلنت وزارة النقل مؤخرا عزمها مراقبة استهلاك المخدرات والكحول أثناء السياقة ووضع عقوبات زجرية ضد من ثبت في حقه استعمال هذه المواد خلال قيادة المركبات، لكن يبدو أنه ليست الخمور والمخدرات هي وحدها التي تؤثر على السائق وتحول دون تمكنه من السياقة السليمة بكامل الانتباه والتركيز، بل إن تعاطي بعض الأدوية قد يكون سببا في حوادث السير خاصة تلك الأدوية التي تؤثر على انتباه وتركيز السائقين وتخفض من سرعة ردود الأفعال لديهم. الإحصائيات المتوفرة تقول إن 20 بالمائة من حوادث السير في المغرب ناجمة عن النوم أثناء السياقة، وقد يكون النوم بسبب الإرهاق والتعب أو بسبب تناول أدوية معينة توصف للمصابين بأمراض نفسية وعصبية. هذا وأظهرت دراسة حديثة زيادة احتمال حدوث حوادث السيارات بين المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، وقام الباحثون بإجراء دراسة مطابقة للحالات تضمنت 5183 شخص (أعمارهم تزيد عن 18 عام) حصلت لديهم حوادث سيارات. ولاحظ الباحثون زيادة في احتمال حدوث حوادث السيارات للأشخاص الذين يحصلون على مضادات الاكتئاب خلال شهر بنسبة 1.73 وأسبوع بنسبة 1.71 ويوم بنسبة 1.70 قبل حدوث حوادث السيارات. كما وجدوا أن زيادة احتمال حدوث هذه الحوادث مشابه لمستخدمي أدوية البنزوديازبين (بنسبة 1.56 قبل بشهر ونسبة 1.64 قبل أسبوع ونسبة 1.62 قبل يوم ) وأدوية فئة Z (بنسبة 1.42 قبل بشهر من حدوث الحادث وبنسبة 1.37 قبل أسبوع و 1.34 قبل يوم ). وكان احتمال حدوث حوادث السيارات غير مرتفع للذين تناولوا مضادات الذهان. وفي فرنسا حذرت دراسة أشرف عليها المركز الوطني للأبحاث الطبية من قيادة السيارات بعد استخدام الفئة الثانية والثالثة من العقاقير التي تحمل عُلبها صورة مثلث أسود بداخله سيارة سوداء. والأدوية التي تؤثر على القيادة هي تلك التي تسبب النعاس أو عدم القدرة على القيادة والتركيز وردات الفعل السريعة، وجميع هذه الأدوية تؤثر على الدماغ، أبرزها أولا مسكنات الألم من جميع الفصائل. ثانياً مضادات الحساسية ما عدا الكورتيزون التي تعالج الأمراض الجلدية والربو والحساسية الغذائية. ثالثاً أكثرية مضادات الالتهاب وهي غير المضادات الحيوية، التي تعالج أمراض الروماتيزم والتكلس والعصبي. رابعاً الأدوية ضد تشنج العضلات، التي تسبب الارتخاء وعدم القدرة على التركيز. خامساً أدوية البنج ومشتقاته التي يخضع لها المريض أثناء التنظير ومعالجة الكسور العظمية. سادساً المنوّمات أو مُسهّلات النوم. سابعاً معظم أدوية الأمراض النفسية التي تعالج الاكتئاب والاضطرابات النفسية. ثامناً أدوية الصرع والصداع التي تعمل على تسكين الألم. ويبدو أن الأدوية التي لها أعراض تؤثر على قدرة الإنسان على سياقة السيارة متعددة لذلك فإنه من الضروري قيام الأطباء بإرشاد المرضى وتقديم المعلومات اللازمة لهم حول الأدوية التي يصفونها لهم وتحذيرهم من سياقة السيارة بعد تناول أدوية مسببة للنعاس وتقلل التركز، كما أن على السائقين أن لا يستهينوا من تأثير هذه الأدوية على ردود أفعالهم وأدائهم خلال السياقة بل عليهم أخذ الإرشادات بعين الاعتبار.