في زمن عربي ما وجغرافية ما.. وبالزقاق المحفر المشرمَل بمخلفات الواد الحار يمتد الممر الحلزوني الضيق بين بيوت القصدير المشتعلة بشمس حارقة تحيل صفائحها إلى مقلاة عملاقة لقرمشة وتكرميل الأحياء. تسري وشوشات متوجسة وتطفر سحنات غريبة حادة النظرات تخترق الممرات لتلج بيوتا واطئة ويعقب تسللها صراخ وشباب بقصات شعر غرائبية ينبجسون من العتمات بعيون مغمضة من سهر الحيطان الباردة هربا من التكرميل. إلى ما لبسوش مشمكرين وإلى لبسوا مشرملين.. حرنا معكم قال باستنكار، أمين، الأستاذ الهارب من حصته في التدريس ليس لدينا نقود لشراء السردين فكيف لنا بتوابل التشرميل قالت نعيمة وهي تعود من دروسها في محو الأمية التي لم تفهم منها بعد الفرق بين الألف وعصا الطبال دعوا لنا ملابسهم الغالية لنبيعها راه غير هوما اللي هازينا كلشي ناسينا قالت العيدية الطباخة بسخط ألوليدة -صرخ معاذ كما القاعدة- جيبي لي التشرميلة للحديدة يجب أن تقبضوا على مرشح الدرب -قال حامد النقابي- هو الذي يشتري لابنه ملابس التشرميل ويدفع أبناءنا لتقليده الحبس كايربي.. لم يهتموا بخطبي.. لطالما حذرتهم من المسلسلات ومباريات البارصا قال الفقيه شامتا - كون الخوخ يداوي... دمدم يوسف المجاز العاطل وهو يرمق الفقيه الذي يقول ما لا يفعل بنظرات ساخرة.. آنها تذكر الشرطي البدين ابنته التي لاتنام إلا فجرا فوق صفحة التشرميل بحاسوبها فعانق الفقيه وانخرطا معا في بكاء مهيب وأطلت الصبايا من النوافذ ورسمن شارة النصر للشباب المطلين من سيارة الشرطة وهم يلوحون بسيوفهم، ووعدن بصفحات جديدة بالفايس للتشرميل بالتكرميل.