قال نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن هناك "محاولات لإجهاض التجربة الحكومية الحالية"، وشدد بن عبد الله، خلال ندوة صحفية مساء أول أمس، على أن حزبه "في نطاق تحصين الاستقرار المؤسساتي، يعرب عن يقينه بأن المصلحة العليا للوطن والشعب تقتضي حشد كل الإمكانات من أجل إنجاح التجربة". وأكد بن عبد الله خلال الندوة الصحفية لحزب "الكتاب"، في إطار الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الوطني التاسع للحزب، أن الائتلاف الحكومي الحالي، بقيادة العدالة والتنيمة، "يبدو كمنهجية تفرضها مهام المرحلة، والخارطة السياسية التي أفرزتها انتخابات تشريعية تعتبر نسبيا، الأسلم في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية المغربية"، يضيف المتحدث، "هو ائتلاف يقوم بوضوح، على برنامج إصلاحي مشترك، وليس على محو الفوارق الإيديولوجية". ويرى بن عبد الله، أن مقاربة موضوع التحالفات من قبل حزب التقدم والاشتراكية "مقاربة ديناميكية" تقوم على مواقف مبدئية وتموقعات سياسية تأخذ بعين الاعتبار مستلزمات توطيد المسار الإصلاحي. ورفض المسؤول الحزبي، ما اعتبره "مقاربة سطحية متداولة" لدى بعض الجهات، والتي تقدم الفريق الحكومي الحالي، حسب قول بن عبد الله، على أنه "حكومة محافظة" يتعين مقاومتها انطلاقاً من مواقع إيديولوجية صرفة، مشددا على أنها "حكومة قائمة ليس على تموقع إيديولوجي يميني، وإنما على برنامج إصلاحي متقدم، اتفقت عليه مكونات الأغلبية". من جهة أخرى، أكد بن عبد الله، أن إخراج القوانين التنظيمية قبل انتهاء الولاية التشريعية الحالية "أمر حيوي"، وقال "نشدد على أن روح التوافق التي هيمنت على صناعة النص الدستوري في كل مراحل الصياغة، يجب أن تكون هي نفسها التي تسود من جديد، على القوانين التنظيمية، لأنها امتداد عضوي للدستور، تثبت معانيه وتؤكد روحه". وعلاقة بموضوع الوحدة الترابية للمغرب، قال بن عبد الله، إنها "تحظى بإجماع وطني راسخ، لأنه يشكل الصخرة العنيدة التي تتحطم عليها مناورات المتربصين بالوحدة الترابية لبلادنا، وتتكسر عليها أطماع الخصوم التوسعية في المنطقة"، يضيف المتحدث، "في التفاف كل مكونات الشعب المغربي حول القضية الوطنية يكمن مصدر قوتنا، الذي ينبغي تعزيزه بكل ما من شأنه أن يجعل بلادنا تكبر في عيون أبنائها، ويعطي بالتالي لقضيتنا الوطنية الاولى، وللوطن الغفور الرحيم، جاذبية تتزايد على مر الأيام، وإشعاعا يتعاظم سنة بعد أخرى". ودعا المسؤول الحزبي إلى "إعادة النظر، بصورة شاملة، دقيقة، موضوعية وبناءة، في الكيفية التي دبرت وتدبر بها الشؤون ذات الصلة بالقضية الوطنية، خاصة في الأقاليم الجنوبية، وذلك في أفق استدراك ما يمكن استدراكه، وتصحيح ما ينبغي تصحيحه، انطلاقا من أن الواجهة الداخلية أصبحت تستدعي اعتناء جديدا، ومجددا، لتدبير ما ينتصب في المنطقة من المطالب ذات الأصل الاجتماعي، والتي تركب عليها الجماعات الانفصالية، مستغلة أجواء الحريات والانفتاح، في محاولة منها لتأجيج النعرة القبلية"، يضيف بن عبد الله.