يتعقب باحثون ومؤرخون من دول مختلفة أعقاب الأندلسيين المهجّرين والمنصّرين في مجموعة من المناطق بشمال المغرب، وذلك ضمن أشغال مؤتمر دولي تحتضنه مدينة طنجة في أبريل المقبل. المؤتمر الذي يحمل عنوان "أعقاب الأندلسيين المهجرين والمنصرين في المغرب وإسبانيا والبرتغال" ينطلق من أن قسما كبيرا من الأندلسيين الذين تعرضوا للتهجير القسري من وطنهم فاستقروا بالمغرب رغم مكانتهم في نسيجه المجتمعي؛ لم تحظ صورتهم بما تستحق من بيان ضمن صفحات تاريخ المغرب الحديث. وقالت الورقة المؤطرة للمؤتمر والذي تنظمه مؤسسة "الإدريسي المغربية الإسبانية للبحث التاريخي والأثري والمعماري"؛ إن الوقت قد حان لتجاوز العوائق الفكرية التي كانت وراء إغراق هذا الموضوع في التجاذبات الموروثة عن ظلمات القرون الماضية والشروع مجتمعين مغاربة وإسبانا وبرتغاليين في إعادة صياغة هذا الفصل المؤلم من تاريخنا المشترك وفق قواعد البحث العلمي المتعارفة. ويتضمن المؤتمر الذي يمتد من 4 إلى 10 أبريل المقبل عددا مهما من المداخلات العلمية والزيارات التاريخية والتي تدخل ضمن مشروع انطلق سنة 2009 بحلول المائوية الرابعة لطرد الأندلسيين من مملكة بلنسية والتي تم اتخاذاها آنذاك محطة لتنظيم مؤتمر دولي ببلنسية. وبالإضافة إلى الجلسات العلمية يقام بالتزاوي برنامج ثقافي يتم من خلاله تتبع أعقاب الأندلسيين من خلال مجموعة من المحطات التاريخية القريبة من طنجةوتطوان والحسيمة والناظور وغيرها. كما يشارك في المؤتمر باحثون ومؤرخون من المغرب وإسبانيا وبريطانيا وتونس وفرنسا. يذكر أن المؤتمر ينظم بالإشتراك مع نادي اليونسكو طنجة والمركز الثقافي الإسلامي بلنسية، وبتنسيق مع الجماعة الحضرية لطنجة، وتعاون مع بعض المؤسسات على رأسها ولاية طنجة-تطوان .