أوضح رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونغ، أن المغرب حقق خلال عقد واحد ما حققته الولاياتالمتحدة خلال أربعة عقود بخصوص تقليص الفجوة بين الجنسين في مجال التعليم. إذ وصل ثلثا بلدان العالم إلى المساواة بين الجنسين في التعليم الابتدائي، وفي أكثر من ثلث البلدان يزيد عدد الفتيات كثيرا عن عدد الفتيان في التعليم الثانوي، مبرزا انه رغم كون الفتيات يحصلن على قدر أكبر من التعليم في بعض البلدان، فإن هذا التعليم لا يُترجم إلى فرص تتاح لهن في قوة العمل. موضحا أنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توجد سيدة واحدة فقط في المتوسط من بين كل أربع سيدات في قوة العمل. وكان معدل الزيادة بطيئا للغاية - يقل عن 0.2 في المائة سنويا - طوال السنوات الثلاثين الماضية. وبهذا المعدل،يضيف المتحدث، سيستغرق الأمر 150 عاما كي تلحق المنطقة بالمتوسط العالمي الحالي. مؤكدا أن ضعف المشاركة الاقتصادية للمرأة يؤدي إلى فقدان الدخل بنسبة 27 في المائة في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووصف المتحدث العنف المنزلي بأنه "مشين"، قائلا إنه يجب عدم اعتباره مسألة خاصة بعد الآن، بل قضية عامة وتحديا رئيسيا أمام جميع العاملين في التنمية. وقال "كيم جيم يونغ" في كلمة ألقاها أمام مؤتمر كير للمساواة بين الجنسين بواشنطن، إن العنف المنزلي لم ينل الاهتمام الكافي، معتبرا أنه يمثل رسالة للنساء مفادها أنهن أقل قدرا من الرجال وأقل قوة منهم. معتبرا أنه لا يؤثر على المرأة فحسب بل على أسرتها ومجتمعها المحلي واقتصاد بلدها. وأشار كيم في كلمته، التي ألقاها قبيل اليوم العالمي للمرأة، والتي نشرت بموقع البنك، إلى التبعات الاقتصادية للعنف المنزلي، قائلا: "تشير التقديرات المحافظة إلى أن الإنتاجية المفقودة نتيجة للعنف المنزلي تعادل تقريبا ما تنفقه معظم الحكومات على التعليم الأساسي". واضاف المتحدث نفسه أنه من المهم الاحتفال بما حققه العالم من تحسّن من أجل المرأة والفتاة، وقال "في كثير من البلدان، تعيش النساء في المتوسط أطول ويتمتعن بالصحة أكثر من الرجال. ويتفق معظم صانعي السياسات على أنه ليس بمقدور أي بلد أن ينتشل نفسه من براثن الفقر أو تحقيق إمكانياته حين يُحرم نصف مواطنيه من الحقوق والفرص المتساوية"، مشيرا إلى أن المساواة بين الجنسين لا تأتي فقط بالمنافع للنساء موضحا أن المجتمعات تستفيد "كما بدأ الرجال يفهمون" و الاقتصاد يستفيد أيضا. ودعا إلى تجديد الشعور بمدى إلحاح القضية معتبرا أن الصورة ليست كاملة ومازال الكثير للقيام به.