لم تعد الشعوب حاليا تصدق ما تشاهده في الفضائيات ولا تثق في ما تسمع عبر الإذاعة أو ما يكتب في الجرائد والمجلات، والسبب بسيط إنه الكذب وانقلاب الحقائق والمبادئ التي كنا نظن أنها راصخة؛ أصبح السفاح بطلا والضحية مدانة، الكل ينادي بالسلام ويعمل ضده. فمن يصدق أن مجرد لقاء بعضو من حركة حماس أصبح تخابرا؟ ولم يكتف الإعلام المضلل بدلك بل أصبح حزب الرئيس المختطف"إرهابي"، إنني بدأت أشك في عقول المسيرين لجوقة الإعلامين "الممسوخين"، فقبل الاإنقلاب كان المذيع في القناة الرسمية يعلق على لقاء القيادي البارز في حركة حماس خالد مشعل قائلا " استقبل رئيس الجمهورية محمد مرسي القائد مشعل من حركة المقاومة حماس.." وبعد الإنقلاب عاد نفس المذيع لينعث مشعل بالإرهابي وأن الرئيس السابق كان يتخابر معاه لتخريب مصر، فمن نصدق النسخة الأولى للمذيع أم الثانية المنقحة والمزيدة؟ ولكم حرية الاختيار بين النسختين، تحذير حكومي لايمكن تصديق النسخة القديمة لأنها مفبركة من طرف أعداء مصر وأي مخالفة تعد انخراطا في المؤامرة وتشويها لسمعة أم الدنيا. لقد انخرط الإعلام في حرب تروم تغيير عقيدة الجيش والشعب معا، فالجار الفلسطيني أصبح عدوا، والصهيوني أصبح صديقا "صدق أو لا تصدق" فالتخابر مع "بن شلومو" جائز ومع مشعل حرام، لقد تم استدعاء عناصر فتحاوية لمصر أليس هذا تخابر أم أن المشكل يكمن في من يرفض الإنقلاب؟ إن كثيرا من المصطلحات لم تعد تعبر عن نفس المعنى، ولكم بعض الأمثلة؛ - السلام لا يعني إلا الحرب أو الاستعداد لها - تداول السلطة ديموقراطيا وبشكل سلمي قد يعني انقلابا عسكريا "استجابة لمطالب الشعب" - تنسيق أمني لضمان الاستقرار، هل تظن أننا نقصد تنسيقا بين دول مستقلة لمحاربة تهريب المخدرات عبر الحدود؟ لا إنه الاحتلال الصهيوني ينسق مع سلطة عباس لضرب المقاومة. وبعد هذا هل نثق بالممثل الوحيد والشرعي للفلسطينين"منظمة التحرير"؟ ربما المصطلح الطبيعي هو" منظمة التضليل" طبعا لا أتحدث عن التاريخ وحتى في الحاضر لا أعمم، ولكن أحذر من التضليل فقط. لقد أصبح كل معارض للانقلاب إرهابي، لمالا فقائد الجوقة الإعلامية صهيوني. إن أصل الإرهاب في فلسطين و المنطقة هم الصهاينة. فمع حلول الانتداب البريطاني بفلسطين وتمكين اليهود من احتلال تلك الأرض، لم يضيع الأعداء الوقت حيث تم إنشاء عدة منظمات إرهابية ك"اشتيرن ومنظمة الهاجانه، والأرجون، هاشومير.." فبدأت بضرب الإنجليز أولا كتعبير عن الامتنان لهم. ثم قاموا بمجازر في حق أبناء فلسطين منذ دخولهم تلك الأرض إلى يومنا هذا، طبعا ليسوا إرهابين إنهم شعب مسالم، ولقد فاز الإرهابي "مناحيم بيغن" بجائزة نوبل للسلام وهو عضو بمنظمة "هشومير" الإرهابية ثم تبعه الإرهابي "شيمون بيريز" وهو بالمناسبة بطل مذبحة "قانا"بلبنان وتبعه الإرهابي"إسحاق رابيين" وهذا دليل على براءتهم من تهمة الإرهاب جميل أليس كذلك؟ غريب أمر الصهاينة فكلما كان القائد ليتورع في ارتكاب أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين ذبحا وحرقا إلا و كافؤه بترقيته حيث يصير زعيما وقائدا لدولتهم وقد يختم ذلك بجائزة نوبل للسلام وعليكم السلام، ونفس الشيء يقع مع السيسي فكلما ذبح الشعب المصري إلا وارتقى درجة، لقد صدق الفنان العربي باطما في مواله:"..يا عالم فيك القتال لو جايزة فيك الحكرة فايزة..". يحكى أن ابن أحد عتاة المستوطنين شاهد حلما فقام بسرده على كبير الحاخامات حيث قال:".. لقد شاهدة عمي مانحيم بيغن مبتسماوهو يقلدني وسام نوبل للسلام.." عندها صاح الحاخام ليبارك الرب إنها بشارة عظيمة ستقتل الكثير من الفلسطينيين ثم تصبح قائدا كبيرا لإسرائيل ونصحه بكتمان الرؤيا"..فلا تقصص.." . واليوم الإعلام المتصهين نجح في إلصاق تهمة الإرهاب بكل فلسطيني أو مصري مقاوم. و أبالمعطي أش ظهر ليك في إعلام لكذوب؟ أولدي أتبع الكذاب حتى لباب الدار أو الكذاب يتغذى مرة وحدة فالسوق..الثانية يتفضح.