أطلقت وزارة الصحة يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2013 بالدار البيضاء مخطط تسريع خفض نسبة الإصابة بداء السل للفترة ما بين 2013 و2016، وذلك تحت شعار «لنسرع الخطى جميعا من أجل القضاء على السل» برئاسة وزير الصحة الحسين الوردي ومشاركة أزيد من 300 شخصية من سياسيين وخبراء وممثلي المجتمع المدني. وتقول وزارة الصحة إنها تستند من خلال هذه الخطة على دعم دور المختبرات الوطنية والمحلية في الكشف عن المرض، وتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية للمرضى وفق منهج شمولي ومندمج، وتحسين منظومة الترصد الخاصة بداء السل بجعلها شاملة وسريعة وفعالة، وكذا على تعبئة وتحديد دور القطاعات الحكومية وغير الحكومية التي لها دور، بحكم اختصاصها، أن تلعبه في معالجة السل ومحدداته الاجتماعية. ووفقا لمعطيات وزارة الصحة فإنها ستنظم، في إطار هذا المخطط، مجموعة من اللقاءات الجهوية بالمناطق التي تعرف ارتفاعا في نسبة حدوث داء السل، وذلك من أجل إطلاق مخطط الوقاية والدعم لمكافحة السل والذي بلورته هذه المناطق. وعرف اللقاء توقيع وزارة الصحة اتفاقيات مع عدد من الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين المعنيين بمكافحة الداء. وكان وزير الصحة قد أعلن في وقت سابق أن البرنامج الوطني لمحاربة داء السل فشل في التخفيض من حالات الإصابة، فعلى الرغم من تحقيقه تطورات ملموسة على مستوى الكشف المبكر تفوق 95 بالمائة وعلى مستوى نسبة نجاح العلاج التي تجاوزت 85 بالمائة؛ إلا أن هذا انخفاض الإصابة يه يبقى بطيئا لكونه لا يتعدى سنويا الثلاثة في المائة مما يجعل تحقيق المغرب لأهداف الألفية للإنماء أي تحقيق معدل انخفاض يصل إلى 6 في المائة صعب المنال. ووفقا لمنظومة المراقبة الوبائية فإن هذا المرض رغم تراجعه مازال يتفشى في بلادنا بنسبة تفوق الثمانين حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة، حيث سجلت الوزارة العام الماضي قرابة 27 ألف حالة أصيبت بالسل، ينتمي 70 بالمائة من المرضى إلى الأحياء الهامشية لكبريات المدن كالدار البيضاء وسلا وفاس وطنجة وتطوان وهي هوامش معروفة بكثافة ساكنتها وهشاشة أوضاعهم المعيشية، 58 بالمائة من المصابين بداء السل رجال و 42 بالمائة نساء، كما أنه مرض يصيب الساكنة الشابة التي يتراوح عمرها بين 15 و45 سنة. فيما يحمل 4 بالمائة من المصابين الجدد بالسل الميكروب المقاوم للعقاقير وهذا الرقم مرشح للتصاعد في حلة استمرار نفس السياسات الاجتماعية و الوقائية والعلاجية. الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة أكدت على ضرورة وضع استراتيجية وطنية مندمجة لمواجهة تحدي تحول مرض السل الى حالات السل المقاوم للأدوية عبر الحد من الانقطاع في متابعة الدواء التي تؤدي إلى اكتساب مناعة ضد العلاج، وكذا توفير خدمات الرعاية الصحية لحالات السل الشديد المقاومة للأدوية في مراكز خاصة جهوية تتوفر فيها كل المواصفات المطلوبة للعلاج والرعاية المباشرة والحد من مخالطتهم للمرضى الآخرين ولا سيما حملة فيروس الايدز خصوصاً في المراحل المبكّرة. وأشارت الشبكة في بلاغ لها إلى ضرورة وضع سياسة وطنية مندمجة وفعالة في مجال مكافحة داء السل تندرج في اطار برامج الرعاية الصحية الأولية ودعمها والتشجيع على استخدام المعايير الدولية لرعاية مرضى السل المرتبط بفيروس الإيدز واستحداث آليات جديدة ملائمة تمكّن من إقامة تعاون بين برامج مكافحة السل وبرامج مكافحة الإيدز والعدوى بفيروسه؛ وشددت على أهمية القيام بحملة تشخيص جماعي والعلاج السليم والفعال لجميع مرضى السل، بمن فيهم المصابون بالسل المقاوم للأدوية؛ وضمان إمدادات من الأدوية المضادة للسل بشكل منتظم وفي الوقت المناسب؛ وإدارة مخزونات الأدوية المضادة للسل على النحو الرشيد وضمان الشفاء ممكن ل 100 في المائة من المصابين بالمرض؛ ونبهت إلى ضرورة تعزيز مكافحة العدوى في المرافق الصحية العامة والخاصة والتجمعات والمؤسسات السجينة والداخليات ومأوي المسنين وسائر الأماكن التي يتجمّع فيها الناس وفي أوساط الأسر والتعبئة الاجتماعية وإشراك جمعيات وشبكات المجتمع المدني عامة الناس من المتطوعين والشركات ومؤسسات القطاع الخاص في إطار استراتيجية وطنية فعالة والدعوة إلى إجراء بحوث من أجل استحداث وسائل تشخيص وأدوية ولقاحات جديدة؛ ودعت الشبكة إلى ضرورة القيام بالكشف والتشخيص لدى المهاجرين الوافدين على المغرب سواء حول داء السل أو فقدان المنعة المكتسبة السيدا و ضرورة تشديد المراقبة والوقاية الصحية اللازمة لتقليل أعداد المصابين بهذا الداء في صفوف المهاجرين ومراقبة الحالات التي تستدعي مزيد من المعاينة الطبية. من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي الصادر أمس الأربعاء، أن العالم في طريقه لتحقيق أهداف الاممالمتحدة لعام 2015 بتقليل حالات الاصابة بداء السل وخفض معدل الوفيات بنسبة 50 في المئة مقارنة بعام 1990، لكنه يشير إلى أن أنظمة الصحة في العالم لا تشمل نحو ثلاثة ملايين مصاب بالسل كما تعرض سلالات من بكتيريا السل مقاومة للادوية هذا اتقدم للخطر. ورغم أنه ينظر إلى داء السل على أنه من أمراض الماضي إلا أن ظهور سلالات لا يمكن علاجها بالأدوية الموجودة حاليا مما جعله أحد أكبر الاخطار على الصحة في العالم، وذكر تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر أمس الاربعاء أن ما يقدر بنحو 6ر8 مليون شخص أصيبوا بالسل عام 2012 وتوفي 3ر1 مليون شخص بسببه بينهم 320 ألف مصاب بالايدز.