أبرزت حصيلة النصف السنة الأولى من مخطط عمل وزارة الصحة أن داء السل ما زال يعتير المرض المعدي الأكثر إنتشارا بالمغرب بزهاء 27 ألف حالة إصابة جديدة خلال السنة الماضية و 13260 حالة جديدة خلال النصف الأول من السنة الجارية . و حدد التقرير ضمن اهم هدف إستراتيجي للوزارة تسريع وتيرة الانخفاض في إنتشار هذا المرض المعدي بجميع أشكاله بنسبة لا تقل عن 6 في المائة سنويا عبر توفير الرعاية المجانية لجميع المرضى وفق البروتوكولات الموصى بها من طرف منظمة الصحة العالمية و توفير منتظم للأدوية اللازمة لعلاجه و التي تكلف ميزانية بغلاف 30 مليون درهم حسب نفس المصدر . و تفيد أرقام الوزارة الوصية أن حوالي 75 % من مرضى داء السل يستفيدون من الكشف السريع عن فيروس فقدان المناعة البشري مع التكفل بجميع حالات متلازمة السل و فيروس فقدان المناعة البشري فضلا عن تعميم كشف داء السل عند مرضى السكري الذين يتم علاجهم في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة. و يشكل داء السل منذ عدة سنوات إحدى مجالات التدخل الرئيسية ذات الأولوية في جميع السياسات الصحية التي تبنتها وزارة الصحة، في إطار تنفيذ إستراتيجية مكافحة السل بالمغرب و هو ما مكن من الكشف عن أزيد من 80 في المائة من حالات السل الرئوي الإيجابية، وتحقيق معدل سنوي لنجاح العلاج يتراوح ما بين 85 و90 في المائة. وتفيد آخر المعطيات الرسمية حول الوضعية الوبائية لداء السل بالمغرب، إلى حدود سنة 2008، وجود 25 ألفا و500 مغربي مصابين بداء السل، بمعدل انتشار للداء يصل إلى 82 شخصا من بين كل مائة ألف، بينما يصل معدل الإصابة بالسل الرئوي إلى 37.4 شخص في كل مائة ألف نسمة، 53 في المائة منهم يحملون النوع المعدي من المرض، وهم من الفئة العمرية بين 15 و35 سنة. و تبنت الحكومة السابقة برنامجا وطنيا لمكافحة داء السل عبر مخطط استراتيجي يغطي فترة 2006-2015 ، الذي تشرف عليه وزارة الصحة، يروم بالخصوص تقليص نسبة انتشار داء السل إلى 65 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة ويتمركز داء السل في المناطق الحضرية بالمغرب بشكل كبير، مقارنة مع المجال القروي، و تأتي الدارالبيضاء على رأس القائمة بمعدل 161 إصابة لكل 100 ألف نسمة ، تليها جهتا طنجة وتطوان، والرباط، وجهات أخرى. ويعد السل الرئوي الأكثر انتشارا بين فئات المصابين بالعدوى الصامتة ، إذ يشكل 60 في المائة من بين أنواع السل الأخرى، ويهدد الفئات التي تعاني الهشاشة والفقر، وينتشر بشكل أكبر وسط الذكور أكثر من الإناث، إلى جانب تأثيره على ذوى ضعف الجهاز المناعي، إذ أن 30 في المائة من المصابين بداء السيدا في المغرب مصابون بالسل. وتتجلى أعراض الاصابة بالسل الرئوي السريع الانتشار في السعال المستمر اكثر من اسبوعين و الحمى لاسيما في الليل مع الم الصدر و صعوبة التنفس و فقدان شهية الاكل و تناقص سريع للوزن و تمس أعراض أخرى الجهاز اللمفاوي للجسم حيث تتورم العقد اللمفاوية و ينتشر آلم حاد بالمفاصل . و تتلخص دورة العلاج الفعال للداء المعدي في تناول مجموعة من المضادات الحيوية القوية المفعول بطريقة يومية و مسترسلة لمدة قد لا تتجاوز ستة أشهر في الغالب و تتوج بالشفاء التام من الاصابة