توج المشاركون في "المؤتمر الدولي لتوثيق جرائم الحرب "الإسرائيلية" السبت الماضي بالرباط أشغالهم بالاتفاق على إنشاء المرصد الدولي لتوثيق الجرائم الصهيونية و"الإسرائيلية". وبعد أن استعملت الهيئات المشاركة في المؤتمر الذي وصف بالأول من نوعه، إلى عرض مفصل حول مشروع إنشاء المرصد الدولي لتوثيق الجرائم الصهيونية و"الإسرائيلية" تمت مناقشة أهداف المرصد وهياكله ومشروع قانونه الأساسي والجوانب المتعلقة بالعضوية والمالية. واتفق الأعضاء على مجموعة من الاقتراحات بهذا الخصوص، كما اتفق المؤتمرون على إنشاء هذا المرصد الحقوقي الدولي بالرباط، وأنه يتخد من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني مقرا مؤقتا له إلى حين نقله إلى مقره الدائم. وقد أكد أعضاء المؤتمر في سياق نقاشهم على أهمية مثل هذا المرصد الحقوقي الدولي في توثيق و"أرشفة" جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين، وذلك لتعقب مرتكبي تلك الجرائم ومتابعتهم أمام الهيئات والمحاكم الدولية بالإضافة إلى ذلك أكدوا اقتراحات الهيئات المشاركة بخصوص استقلالية المرصد، وذلك باعتماد التمويل الذاتي بعيدا عن الدعم الحكومي. ونص المشاركون أيضا على إنشاء خزانة وأمانة للأرشيف تخص المرصد، وشدد البعض على تفادي البيروقراطية وذلك بالاستغناء عن عدد من الأجهزة في مشروع المرصد، وتوفير المال والوقت والجهد للقضية الجوهرية، عوضا عن كل ذلك. يأتي هذا الحدث في إطار التعاون التي بذلتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم (إيسيسكو) بتنسيق مع المنظمة العربية للمحامين الشبان والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني شارك في المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام، ممثلون عن منظمات وجمعيات ومؤسسات دولية وإقليمية، من فلسطين والهند والجزائر وتونس وفرنسا وبلجيكا، وعدد من رجال الفكر والقانون والثقافة والإعلام كما شارك في أشغال المؤتمر كل من سفير فلسطين بالمغرب، ووزير حقوق الإنسان والمدير العام للإيسيسكو ونائبه. واستعرض المؤتمرون في محاضراتهم وعروضهم طيلة أيام المؤتمر عددا من القضايا والموضوعات: فتناول الأستاذ ميخائيل فيرباخ من بليجكا، عضو منظمة "محامون بلا حدود" الدعوى القضائية التي رفعتها منظمته من مجرم الحرب شارون أمام القضاء البلجيكي، وطمأن في مداخلته الحضور على تطورات القضية ونتائج عمل فريقه كما عرف المؤتمر تدخلات للأستاذ موريس بيتان، الرئيس المؤسس لجمعية فلسطينفرنسا، في ظل التطورات الحالية في قضية العراق والتي قد تغطي حسب موريس بيتان على مجازر كبيرة وسياسات ترحيل جديدة، وتحدث شوقي طبيب رئيس المنظمة العربية للمحامين الشباب عن أهمية توثيق جرائم الصهيونية في أفق محاكمة مرتكبيها أمام المحاكم الجنائية الدولية في الوقت المناسب "وهو السلاح الذي وضعه اليهود أنفسهم في حرب النازية وأصبحوا يبتزون به الدول الغربية" يقول شوقي طبيب. وأجمعت كل التدخلات على هذا المطلب في كل أشغال المؤتمر ولم يفت المؤتمرين في شخص السفير الفلسطيني أن يحيي الرئيس الشرفي للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني السيد أبو بكر القادري. كما رفع المؤتمر في الختام برقية شكر وامتنان إلى جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وبرقية دعم وتأييد ومساندة إلى السيد ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية. ع. الهرتازي