سجل مراقبون توالي الأخطاء السياسية للفنانات المصريات في المهرجانات الفنية التي يحضرن للتكريم بالمغرب والتي يستغلون فيها فضاءات الفن لتمرير خطابات سياسية مستفزة وتمس بالسيادة المغربية. وكررت الفنانة المصرية آثار الحكيم أول أمس الاثنين بسلا نفس الخطأ السياسي لزميلتها شيرين عبد الوهاب خلال مشاركتها نهاية شهر غشت الماضي بمهرجان أصوات نسائية بتطوان والذي أثار احتجاجات الجمهور واستنكارا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي. وأقدمت الحكيم بدورها على إعلان تأييدها الانقلاب في مصر ووجهت من فوق منصة سينما هوليود، ضمن فعاليات افتتاح الدورة 7 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، تحية لقائد الانقلابيين الفريق الأول عبد الفتاح السيسي وقدمته، في جلسة عرفت حضور عدة وزراء ومسؤولين وفنانين وجمهور من المغاربة، على أنه منقذ مصر. ولم تدع بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، التي قدمت تذكار المهرجان لآثار الحكيم، الخطأ دون رد، وقالت في كلمة: إن الوطن ينبغي أن يكون فوق الجميع وفي نفس الوقت أن يمتلك القدرة على استيعاب الجميع على اختلاف توجهاتهم في إطار الوحدة، مؤكدة على تميز التجربة المغربية المبنية على التنوع تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، ودعت الحقاوي دولة مصر على وجه الخصوص وباقي البلدان العربية التي تعرف توترات إلى الاستفادة من النموذج المغربي وتفادي الأبعاد الإقصائية والأنانيات السياسية لأنها لا يمكن إلا أن تفتح الأوطان على الجحيم . وأثارت تصريحات الفنانة المصرية احتجاج الجمهور ومنهم من اعتبرها ضيفة ثقيلة على المهرجان، وأكد أحد المنظمين في حديث ل "التجديد" أنه "كان على الضيفة الالتزام بما هو فني وأن لا تقحم موقفها من أزمتهم الداخلية بالمهرجان، كما اعتبر أن من شأن هكذا تصريحات أن تحرف افتتاح المهرجان عن أهدافه الأساسية". وتعليقا على الحدث، قال حسن بنشليخة، المخرج والناقد السينمائي، في تصريح ل«التجديد» إن جل أولئك الفنانين المصريين هم صنيعة نظام مبارك الذي شكل من الفنانين طبقة بورجوازية موالية له، وبالتالي فهم اليوم يقومون بما يبرر ما تسلموا من الأموال والامتيازات. مضيفا «موقف أثار الحكيم لم يفاجئني ودفاعها عن السيسي هو دفاع عن مصالحها وامتيازاتها الشخصية التي راكمتها هي وأمثالها. وأوضح بنشليخة أن «ما يحدث اليوم هو تكرار لنفس سيناريو الذي ووجهت به الثورة الإيرانية أثناء قيامها، من كونها تريد وضع حد للفن وحرية الفنانين. والعكس هو الذي حصل تماما فالسينما الإيرانية اليوم من أقوى السينمات بالعالم. وقال نفس المتحدث إن تكرار مثل هذه الوقائع يزكي طرح أن هناك من يريد نقل الأزمة المصرية في شقها الانقلابي إلى المغرب خاصة المتربصين بتجربة الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية. وهيمنت أجواء الحزن على افتتاح الدورة 7 للمهرجان وذلك من خلال استحضار ذكرى كل من محمد الدهان ومحمد مجد وحميدو والمصري صديق المهرجان الذي وري الثرى بالمغرب أشرف البيومي. و قرئت الفاتحة على أرواحهم جميعا، وذلك قبل أن يتم تكريم المخرجة المغربية فريدة بورقية وتقديمها للطاقم الذي شارك في فيلمها الذي افتتح هذه الدورة وتناول موضوع الشخصية التاريخية المغربية زينب النفزاوية. يشار إلى أن افتتاح الدورة السابعة عرف حضورا وازنا لوزراء عن حكومة ابن كيران هم وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، ووزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة نبيل بنعبد الله، فضلا عن وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي. هذا وانطلق منذ أمس تباري 12 فيلما في المسابقة الرسمية للمهرجان حول جوائزه كما تستضيف هذه الدورة السينما الشيلية كضيف شرف من خلال أفلام عدة تعكس تجربة الانتقال الديمقرايطي بدولة الشيلي، كما تم تقديم لجنة التحكيم النسائية خلال نفس الحفل الافتتاحي.