قال مصدر مصدر مطلع، إن مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني يستعمل حاليا "مخزنا للأدوية"، وأثار عدم فتح مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجامعي بعد خمس سنوات من تدشينه وبداية تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، استياء من طرف المواطنين والهيآت النقابية والبرلمانيين، وبينما وجهت نائبة برلمانية سؤالا كتابيا في الموضوع إلى وزير الصحة، اعتبر مصدر مسؤول بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني أن توفير مستودع الأموات بمدينة فاس، "ليس من المهام المنوطة بالمركز الاستشفائي"، وحمل المسؤولية إلى المجلس الجماعي للمدينة، وأفاد بأن مستودع الأموات بالمركز لن تودع فيه الجثث بل سيستعمل للأبحاث العلمية، مؤكدا في نفس الوقت "عدم الشروع بعد في استغلاله للأبحاث العلمية". يأتي ذلك في الوقت الذي يعيش فيه مستودع الأموات بمستشفى الغساني "وضعا كارثيا"، وهو المستودع الذي يعود جزء من بنايته إلى عهد الاستعمار. وذكر مصدر من مستشفى الغساني بفاس ل"التجديد"، بأن المستودع عانى مشاكل كبيرة خلال الفترة الصيفية، بسبب الأعطاب التي أصابت الثلاجات أولا، ثم النقص الحاصل في العنصر البشري اللازم، واستقبل المستودع قبل أيام رقما قياسيا في عدد الموتى بسبب حوادث متفرقة شهدتها الجهة، ونجم عن ذلك تحلل بعض هذه الجثث، وأكد المصدر أن المستودع استقبل أزيد من 15 جثة خلال يومين فقط، تطلب إخضاعها إلى التشريح الطبي لمعرفة أسباب الوفاة. ووجهت النائبة البرلمانية إلهام والي سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة، حول "عدم استغلال مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني"، وقالت النائبة البرلمانية إن افتتاح المركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس يدخل عامه الخامس، و قد استكمل فتح جميع المصالح الطبية والإدارية، تضيف البرلمانية، "إلا أن ما يثير الملاحظة أن المرفق الوحيد والأساسي الذي لم يشغل إلى يومنا هذا هو مستودع الأموات، رغم الحاجة الماسة لخدماته بسبب توفر مدينة فاس على مستودع واحد بمستشفى الغساني، الذي يعاني بدوره من ضعف الحالة التقنية لأجهزة التبريد علاوة على تآكل بنايته الضيقة والتي لا تتسع للجثث القادمة من مستشفيات المدينة"، وترى إلهام الوالي أن "التفسير القوي لعدم تشغيل المستودع، كونه يعاني من خلل تركيبي منذ الإنجاز يستحيل حله"، وتساءلت قائلة، "وفي هذه الحالة كيف تم توقيع التسليم؟ إن تم توقيعه فعلا، وإن لم يتم ذلك فما هي أسباب هذا التعطيل الطويل رغم الحاجة الملحة لخدمات هذا المستودع؟"، وطالبت البرلمانية وزير الصحة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الأمور إلى نصابها ومعاقبة المولين. وكان مستودع الأموات بالغساني شهد نهاية السنة الماضية تعفن 15 جثة بسبب أعطاب في ثلاجة الأموات، منها جثة تعود لطفل صغير وجثة شاب وجدت أسرته صعوبة في التعرف عليه، وتسلمت محضرا أمنيا يشير إلى تحلل الجثة، وتعرفت الأم على جثة ابنها من خلال الملابس فقط. وعاينت "التجديد" في وقت سابق جثثا ملقاة على الأرض وأخرى بدأت تتحلل، بينما تفوح روائح كريهة من القاعة التي امتلأت جوانبها بالجثث، في غياب أبسط شروط السلامة الصحية، وعدم قدرة المستودع على استيعاب العدد الكبير من الجثث التي تتوافد عليه يوميا، وأمام النقص الحاصل في ثلاجات حفظ الجثث.