حصلت على وسام الرافدين أرفع وسام في العراق الذي لم يسبق أن وشح به سفير من قبل.. هل يمكن أن نقول إن ذلك تم لأن العلاقة بين المغرب والعراق كانت جيدة ؟ ❍ نعم حصلت على وسام الرافدين أسمى وسام في الدولة، ولكي تعرف قيمته يجب أن تعرف أنني حين تسلمته تسلمت معه الظهير أي القانون الذي يعطي حامله الحق في السفر في الطائرة العراقية مجانا، وأن يمتلك عشرين فدانا وأن يعالج على نفقة الحكومة العراقية. أكثر من هذا أن عائلته ترث هذا الحق من بعده. وكنت كلما أذهب إلى العراق كانوا يسألونني لماذا دفعت مصاريف الطائرة ولك الحق في الاعفاء. لكن أرجو أن أبين لك نقطة مهمة، وهي أن السفير بالرغم من مكانته لا يمكن أن تذكره منفصلا عن الدولة، كل تحركات الحسن الثاني كانت قمة على الصعيد الدولي، وأنا كنت أبذل جهدا كثيرا في تلطيف الجو بين المغرب والعراق، لم أكن عنصر شر أبدا ولا أعرف أن أكونه ولذلك ظللت محافظا على العلاقات الطيبة بين البلدين حتى أجرى الله الأمور بسلام. ما أبرز ما علق عندك من أيام العراق؟ ❍ أنت تعلم أن العراق فيه العديد من القضايا والملفات الشائكة العقائدية بين السنة والشيعة وقضايا حزب البعث ضد الأنظمة الملكية، حيث كانوا لا يهضمون الأنظمة الملكية، وكان من واجبي أن أبين حقيقة الأمر عندما يكون ضروريا وهل عانيت من هذا حرجا ؟ ❍ نعم وخصوصا لما حصلت محاولة الانقلاب هنا في الصخيرات، أذكر أنه اتصل بي رئيس الجمهورية وقال إن الخبر وصلهم وهو يطلب الإذن لإذاعته في التلفزيون. فقلت لا أسمح لكم أن تنشروا كلمة واحدة عن هذا، والخبر يجب أن تأخذه من عندي أنا سفير المغرب، فقال لي متى، قلت أعطني مهلة. وبدأت في تتبع الأخبار إلى أن اتصلت به ليلا فأخبرته أن الملك الحسن معافى صحيح البدن وقد تحدث بصوته، فأعطوا أمرا للصحف أن توقف ما روجته وكتبوا في الجريدة أننا اتصلنا بسفير المغرب فقال إنه ينتظر معلوماته من الرباط، وقد نفعني الأمر كثيرا. ولما انتهت مهمتي في العراق خرجت حشود لتوديعي ولا أزال أحتفظ بمقال في الصحف بعنوان النجاح الديبلوماسي لفلان غير مسبوق في تاريخ العراق. وماذا عن قضايا السنة والشيعة التي ذكرت؟ ❍ كنت أعتبر الفرق بين السنة والشيعة فرق شكلي من الأول إلى الآخر. كنت أصلي وراءهم ويصلون ورائي وأعتقد أن اجتهاداتهم اجتهادات محترمة، والمغاربة لهم مثل على شكل حوار «قال: الزردة في بغداد، قال له: قريبة إلى (اذا) توجد» معناه أن «الزردة» صعبة في بغداد. وأنا أقول ليس من أجل المسافة، بل لما يمكن أن تجده هناك في الزردة ومن يمكن ان تلتقيهم أيضا من طوائف وأجناس مختلفة السني والشيعي وهم ليسوا فرقة واحدة واليهودي والبهائي والكردي والتركماني، فستجلس في «الزردة» وبها أشواك وتنوع عقدي وثقافي أيضا.. فالعراق أمة جاءت في محيط جغرافي جامع لكل أنواع البشر وهو من الشعوب المركبة والعصية حتى على الحكام ولذلك كانت مضطربة، وأنت تعرف خطبة الحجاج فيها...