رفض أحد المعتقلين التسعة، على خلفية الاحتجاج على استقدام فنان صهيوني إلى المغرب، استقبال زواره في المركب السجني عكاشة بالبيضاء، وعلل الأستاذ سعيد محسون رفضه ذلك بأنه لا يريد أن يقابل أسرته من وراء القضبان الحديدية، محتجا على الوضع الذي يعيشه هناك. ويشار إلى أن معتقلي مجمع "ميغاراما" بالرغم من احتجازهم وإيداعهم السجن منذ 31 يناير 2003، فقد بدت معنوياتهم مرتفعة في جلستي المحاكمة يومي الإثنين 3 فبراير والخميس 6 فبراير الجاري، ويقضون أيام العشر الأوائل من ذي الحجة في صيام وعبادة. وفي زيارة ل"التجديد" لعائلة المعتقل سعيد محسون، لم تخف هاته الأخيرة قلقها بشأن وضعه الصحي، الذي تخشى أن يتفاقم، وتؤكد أم المعتقل أنه كان يعاني قبل اعتقاله من آلام حادة في الظهر، اضطرته إلى طلب الحزام الطبي الذي توصل به أخيرا، بعد أن رفض الحراس تسليمه إياه في البداية. وارتباطا بالموضوع ذاته صرح الزميل عبد الرحيم أريري مدير جريدة البيضاوي ل"التجديد" قائلا: "إن القمع الذي واجهت به السلطة العمومية الاحتجاج السلمي لمناضلين استفزهم قدوم فنان معاد للقضية الفلسطينية، لا يمكن فصله عن "التمرين النفسي والمادي" الذي تقوم به الدولة حاليا بشأن تضييق الخناق على كل صوت معارض، خاصة إذا كانت المعارضة تستهدف رموز الغرب، وتحديدا "إسرائيل". وفسر مدير البيضاوي هذا "التمرين" بكون الحكومة تباشر الآن تجديد الترسانة القانونية لتتلاءم مع التصور الجديد ل"الإرهاب"، مضيفا أن كل وقفة أو تجمهر سيدرج في خانة "الإرهاب". واعتبر أريري الاعتداء على بعض النواب البرلمانيين من طرف رجال الأمن لم يكن بمحض الصدفة أو "اجتهاد" طائش لمجموعة من "البريكاديين" بقوات السيمي، بل هو تجسيد لأوامر صادرة للنيل من كرامة نائب الأمة وكرامة الحزب الذي يمثله، وكذا كرامة الناخبين الذين اختاروه، وأكد أريري أن "الرسالة" التي تريد أن ترسلها الحكومة هي الآتي: "الفنان الصهيوني أشرف منكم ومن حزبكم ومن ناخبيكم!!" معتبرا ذلك مسا بأقدس حق يخول للمغاربة صيانة مؤسستهم البرلمانية المفروض أن تلعب دور الحارس لمشاعرهم. وأضاف: "إذا كان حاضنو السيادة الشعبية كما سماهم قد تم التنكيل بهم، فلماذا ضرب باقي المواطنين الذين عبروا عن تضامنهم مع فلسطين أمام مركب ميغاراما، ثم أجاب قائلا: "إن المخزن لا يولي أي اعتبار لمواطنينا ومشاعرنا التضامنية مع المقموعين في فلسطين وغيرها". وقد أصدر المكتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بالحي المحمدي بيانا حول اعتقال الأستاذ سعيد محسون، عضو المكتب، يعبر فيه عن أسفه لتأجيل المحاكمة للمرة الثانية، ويطالب فيه بالإفراج الفوري عنه وكذا عمن معه، كما عبر عن تضامنه مع جميع المعتقلين، ورفضه لكل أشكال التطبيع مع الصهاينة، وأكد البيان تضامنه المبدئي واللامشروط مع الشعبين الفلسطيني والعراقي. ومن المنتظر أن تعقد المحكمة جلسة ثالثة للنظر في ملف المعتقلين التسعة يوم غد الثلاثاء، بالمحكمة الابتدائية أنفا بالدار البيضاء على الساعة الثالثة مساء بالقاعة 4. وكانت المحكمة الابتدائية رفضت السراح المؤقت الذي طالب به أكثر من 160 محاميا وعشرات الجمعيات السياسية والحقوقية والثقافية... عزيزة الزعلي