اعتمد المؤتمر الدبلوماسي المعني بالأشخاص ضعاف البصر (18 - 28 يونيو) نهاية الأسبوع الماضي، بإجماع أعضائه ال186 في المنظمة الدولية للملكية الفكرية، معاهدة مراكش التي ستدخل حيز التنفيذ 90 يوما بعد المصادقة عليها من قبل الأطراف العشرين الأوائل. وستتاح للمستفيدين من هذه المعاهدة سبل أفضل للنفاذ إلى القصص والكتب المدرسية وغيرها من المواد التي يمكنهم استعمالها لأغراض التعليم والترفيه. إلى ذلك أحيى أسطورة موسيقى البوب المغني الأمريكي ستيفي وندر، مساء الجمعة بقصر المؤتمرات بمراكش، حفلا فنيا بمناسبة اختتام المؤتمر الدبلوماسي المعني بالأشخاص ضعاف البصر. وكان المغني الشهير ستيفي وندر قد وعد، من قبل، بالغناء بالمدينة الحمراء إذا تم اعتماد معاهدة مراكش الهادفة إلى تحسين ولوج المكفوفين وضعاف البصر والأشخاص الذين يجدون صعوبة في قراءة النصوص المطبوعة، إلى الأعمال المحمية بحقوق المؤلف. وقد أطرب وندر مسامع أزيد من 600 مفاوض الذين حضروا هذه السهرة والذين مثلوا 186 دولة عضوا في المنظمة العالمية للملكية الفكرية في هذا المؤتمر، ليكون بذلك قد أوفى بالعهد الذي قطعه على نفسه، الأسبوع المنصرم من خلال رسالة بعث بها للمؤتمرين عبر الفيديو، بالاحتفال عند المصادقة على معاهدة مراكش إذا ما تجاوز المفاوضون خلافاتهم وتبنوا هذه المعاهدة. واستهل وندر هذه السهرة بأغنية تحمل عنوان «معجزة بمراكش» في إشارة إلى التوقيع على هذه المعاهدة ، بالإضافة إلى تقديمه مجموعة من أغانيه الشهيرة من بينها «الأعلى» و»اتصلت فقط لأقول أحبك» . تجدر الإشارة إلى أن ستيفي وندر، الذي فقد بصره منذ صغره، استطاع بيع أزيد من 100 مليون أسطوانة من أغانيه من بينها 49 أغنية سجلت ضمن ال 40 الأفضل و 32 أغنية تبوأت المرتبة الأولى في مبيعات الأسطوانات . وقد فاز المغني الأمريكي ستيفي وندر ب 22 جائزة خلال مشواره الفني الذي يمتد على مدى نصف قرن، ويعمل حاليا على نشر عن طريقة برايل، كلمات من أغانيه، لكونه يتمنى أن تكون هذه الأغاني متاحة للجميع. يذكر أنه عقب سلسلة من المناقشات التمهيدية، أخذت اللجنة الدائمة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية المعنية بحق المؤلف والحقوق المجاورة، تدرس منذ سنة 2004 بعض الاستثناءات المطبقة على حق المؤلف وإمكانية تنسيقها على الصعيد الدولي لفائدة ضعاف البصر والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات. وقد اكتسبت مناقشات هذه المنظمة زخما إضافيا بعد اعتماد اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في سنة 2006، التي تنص في المادة 30 على ألا تشكل القوانين التي تحمي حقوق الملكية الفكرية عائقا تعسفيا أو تمييزيا يحول دون الاستفادة من المواد الثقافية. وحسب منظمة الصحة العالمية، يوجد في العالم أكثر من 314 مليون شخص مكفوف أو معاق بصريا، يعيش 90 في المائة منهم في البلدان النامية، حيث خلصت دراسة استقصائية أجرتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية في سنة 2006، إلى أن أقل من 60 من البلدان تنص في قوانينها الوطنية بشأن حق المؤلف على تقييدات واستثناءات تتضمن أحكاما خاصة للأشخاص ضعاف البصر، مثل إتاحة الكتب المحمية بحق المؤلف في نسق برايل أو في نسق مطبوع بخط مضخم أو في نسق سمعي مرقمن.