أعلن الرئيس المصري محمد مرسي قطع العلاقات بشكل تام مع النظام السوري، مطالبا حزب الله الشيعي اللبناني بالانسحاب من سوريا فورا، حيث لا مكان له هناك، كما طالب المعارضة السورية بالوحدة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة. فيما رحب الائتلاف الوطني السوري بقرار مرسي. وقال مرسي في كلمة ألقاها، مساء أول أمس، أمام آلاف الحاضرين في مؤتمر "لنصرة سوريا" بالصالة المغطاة بملعب القاهرة، إن مصر "قررت قطع العلاقات تماما مع النظام الحالي في سوريا، وإغلاق سفارة النظام الحالي في مصر، وسحب القائم بالأعمال المصري" في دمشق. ووصف مرسي ما يجري في سوريا بالإبادة الجماعية، وتعهد بالتواصل مع الدول العربية والإسلامية من أجل تنظيم مؤتمر لنصرة سوريا، مشيرا إلى أن بلاده تطالب المجتمع الدولي بفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا من أجل وقف نزيف الدم. وأشار إلى أن كل شعب مصر ضد من يقتل شعبه ويستعين بقوات من خارج أرضه لإذلال وتعذيب شعبه، وأن مصر تئن ألما من أجل الشعب السوري الذي يتعرض لآلة تدمير لا قبل لهم بها. وطالب حزب الله الشيعي اللبناني بمغادرة الأراضي السورية، وأكد أن بلاده تقف ضد الحزب في "عدوانه" على الشعب السوري. واعتبر الرئيس المصري أنه "لا مجال ولا مكان" للنظام السوري الحالي في سوريا مستقبلا، معتبرا أنه ارتكب "جرائم ضد الإنسانية". وأضاف مرسي: لقد وقف المصريون في عام 2006 بجانب لبنان وحزب الله، وها نحن نقف اليوم ضد "حزب الله" لعدوانه على الشعب السوري، مؤكدا أن "على حزب الله أن يترك سوريا، وهذا كلام جاد فلا مجال ولا مكان له في سوريا". ودعا الشعب المصري إلى "معاملة المواطنين السوريين" اللاجئين في مصر "مثل المواطنين المصريين تماما". وأكد أن علاقات مصر الدولية والإقليمية لن تكون على حساب مبادئها التي تعتبر نصرة الشعب السوري من أهم قضاياها علي الاطلاق في هذه المرحلة. ووجه مرسي رسالة إلى الشعب السوري، وطالبه بالتمسك بالحرية لأنه لا بديل عنها سوى "المذلة والإهانة"، ودعا لتوحيد الصف و"الارتفاع على الخلافات" والاستعداد بشكل موحد وممثل لكل أطياف الشعب السوري "لعمل شاق وأدوار صعبة وأيام تتطلب جهد الجميع لبناء سوريا الجديدة". من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري بالوكالة "جورج صبرة" إن السوريين استعادوا بقرارات الرئيس المصري دعما كان مفقودا، وأن مصر استعادت دورا كان غائبا. وأضاف، في اتصال مع قناة "الجزيرة" من إسطنبول، أن بقاء السفارة المصرية في دمشق كان مؤلما للسوريين واعترافا بشرعية النظام السوري، مشيرا إلى أن القرار "وقع بردا وسلاما وكنا ننتظره من زمن"