اختتمت الدورة الخريفية الأولى للولاية التشريعية السابعة (2002 2007)؛ وعرفت هذه الدورة المنقضية أجلها من أشح الدورات في الإنتاج التشريعي بمصادقته على 11 مشروع قانون، الشيء الذي لم يبرز في خطاب عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب. وأبرز عبد الواحد الراضي أن مجلس النواب الحالي هو أول مجلس منتخب، في عهد جلالة الملك محمد السادس، يتسم بعدد من الخصائص الأساسية التي تميزه عن المجالس السابقة، من حيث ظروف وطريقة انتخابه وتركيبته، وتنوع الكفاءات التي يتوفر عليها. واستشعر عبد الواحد الراضي الدقة البالغة للأوضاع الحالية على الصعيد الدولي، وانعكاساتها المحتملة على بلادنا، مما يقتضيه من وعي عميق بكافة المخاطر والتحديات التي تستهدف المغرب، مما يتطلب يضيف الراضي توحيد الصفوف، والتضامن بين مختلف مكونات المجتمع، والالتفاف حول المؤسسات. وأوضح رئيس مجلس النواب أن من بين الملفات الأساسية التي ستكون في مقدمة أولوياته، تحسين ظروف عمل النواب وموظفي المجلس، بموازاة مع ذلك أبرز الراضي أن المجلس منكب على تهييء نظامه الداخلي. وفي بداية الجلسة التي كانت عبارة عن ثلاث جلسات متتالية. خصص المجلس أولها للتضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي؛ إذ جددت الفرق النيابية تضامنها المطلق مع الشعبين الشقيقين، في كلا البلدين، وهو ما أكده البيان الصادر عن الجلسة الخاصة بالتضامن مع الشعبين الشقيقين الرافض لكل المحاولات الرامية إلى اعتبار مدينة القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني، واعتبرها خرقا فاضحا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتي تعتبر القدس جزءا من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وينطبق عليها ما ينطبق على تلك الأراضي، وأكد البيان تضامنه الكامل مع العراق وشدد على ضرورة الحفاظ على وحدته أرضا وشعبا، وحماية استقلاله، وسيادته الوطنية، كما أكد رفضه لكل أشكال التدخل الإقليمي والدولي في شؤونه الداخلية، في هذا السياق طالب الحبيب الشوباني باسم فريق العدالة والتنمية تكوين لجنة لوضع الترتيبات الكفيلة بإخراج توصيات المجلس في هذا المجال لوضعها في حيز التنفيذ؛ والتمس من المجلس أن يشكل وفدا برلمانيا من المتطوعين، ليساهم إلى جانب الشرفاء في العالم من أجل الإسهام في الدرع البشري المزمع إقامته رمزا للاحتجاج على ظلم وضرب العراق (انظر النص الكامل لكلمة الأستاذ الشوباني في هذه الصفحة). الجلسة الختامية عرفت حضورا ضعيفا للنواب عكس ما كان متوقعا، وهو ما يعطي انطباعا سلبيا لدى المواطنين عن احترام البرلمانيين لمجلسهم. عبد الغني بوضرة مداخلة فريق العدالة والتنمية في الجلسة التضامنية مع الشعبين الفلسطيني والعراقي النائب الحبيب الشوباني السيد الرئيس، السادة الوزراء، السيدات والسادة النائبات والنواب المحترمين، لاشك أننا نعيش اليوم جميعا مرحلة عابثة من تاريخ البشرية، تحت تأثير وطأة هذا الظلم الأمريكي المتصاعد ضد شعوب الأرض عامة والشعوب الإسلامية على وجه الخصوص. هذا الظلم الأمريكي الذي تصنعه إرادات فاقدة لمعاني الانتماء إلى الأسرة الإنسانية، توزعه عبر القارات جلبة أجهزة دمار شامل، وترهيب كامل، محمول برا وجوا وبحرا وخارج الأجواء.. هذا الظلم المعتد بجبروت قوة الآلة الحربية الصماء لا يقيم اعتبارا لشرعية دولية أو لميثاق إنساني أو لأعراف راشدة.. أو لآلام الملايين من المعذبين. هذا الظلم الأمريكي نال المسلمين اليوم منه أذى عظيم.. فأغلب شعوبهم يحاصرها خنقا وعقابا.. وخيراتهم يأكلها قهرا واغتصابا.. وإنسانهم يفتك به قتلا وإرهابا.. أيها السادة، أيتها السيدات إن نكبة فلسطين اليوم شاهدة على همجية التحالف الأمريكي الصهيوني، أو بالأحرى، شاهدة على فظاعة التسخير السحري للعقل الصهيوني لقدرات الشعب الأمريكي في عداوات عنيفة ومجانية مع شعوب الإسلام العريقة والأصيلة، التي لا يمكن أن يجمعهم معها في الأصل إلا التعاون والتكامل والتعايش... بدل العداوة والبغضاء. لقد اختارت الإرادة الأمريكية اليوم بزعامة من يقودونها ويوجهون سياستها الخارجية أن تتفرغ لعداوة المسلمين وكل من لا يخضع لإرادتها، اختارت أن تسخر إمكاناتها لتجديد تاريخ الحملات والحروب الغابرة وتفننت في أن تبدع لكل حملة تحملها شعارا.. وتجعل لكل حرب توقدها ستارا.. لقد اختارت أن ترى في قتل أطفال المسلمين وهدم البيوت عليهم وقصفهم بالطائرات والصواريخ وحصارهم ومنعهم من حق الحياة والتعلم والتقدم، وقتل آبائهم وأمهاتهم، اختارت أن ترى في ذلك كله حماية للسلام وحربا على الإرهاب ودفاعا عن قيم الحداثة والعقلانية. اختارت أمريكا أن تتبنى بالجملة كما بالتفصيل جرائم الكيان الصهيوني، وأن تذود عنه بالإكراه المزعوم "حق الفيتو"، في كل المحافل وتبرئ ساحته وتخرجه سالما غانما، من كل فضيحة وجريمة، حتى صار أبشع كائن إنساني دموي مثل الإرهابي شارون داعية للسلام ومبشرا بالوئام على لسان الرئيس الأمريكي. اختارت أمريكا بعد فلسطين وأفغانستان أن يكون الدور على العراق... احتلالا وتدميرا وإبادة. اختارت وأرادت وكان لها ما تريد أن يتم تفتيشه شبرا شبرا.. وذراعا ذراعا.. وجحرا جحرا.. وقصرا قصرا.. اختارت أيضا جرد عقوله المفكرة ونبوغه المتمرد.. وحصاد كده في عالم الاختراع وامتلاك أسرار التفوق والردع.. اختارت أن يتم ذلك كله على مسافة قريبة من فلسطين المقاومة، حيث يعمل بالليل والنهار العقل الصهيوني على تطوير كل الأسلحة المحرمة دوليا، وسط شلل، بل عجز، هذه المنظمات التي يجوب موظفوها في غرور كبير وحقير أيضا، أرض العراق.. بحثا عن بقايا منشآت وأسلحة صارت أثرا بعد عين... أيها السادة والسيدات، إن لحظة التضامن مع الشعبين الملحميين الكبيرين، الفلسطيني والعراقي، وهما يتحملان ضريبة حق المقاومة وشرف التصدي للظلم والعدوان.. نيابة عن هذه البشرية السادرة في لحظة كئيبة من التيه والغفلة عما يراد بها، إنها هي لحظة مكاشفة ومساءلة لحقيقة الإيمان الذي يحمله كل منا، تجاه قضايا العدل وحقوق الإنسان وكرامة الشعوب، ومدى استعدادنا لفعل أي شيء من أجل ذلك كله... من أجل كل ما راكمته الإنسانية في مسيرة أمها الطويل في قناعة بقيم العدل والحرية والتعايش... هذه القيم التي تدوسها جهرا وقهرا واستكبارا وعلوا "الإدارة الأمريكية".. وتستبدلها بالحق والكراهية التي تحظى بها في كل العالم، والتي يدلل عليها الوضع الأمني الاستثنائي لسفاراتها، من دون سفارات جميع الدول.. أيها السادة والسيدات، في مثل هذه المواقف العنيفة من التاريخ، يحتم علينا الإيمان بالله أن نستحضر معاني الجلال والقهر الكامنة في قوله تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد، الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد). نسأل الله العلي القدير أن يهدي حركة الشعوب والجماهير الحية الرافضة لهذا الوضع الظالم، إلى مزيد من التلاحم والتكاتف وإبداع وسائل التصدي والاحتجاج من أجل حق الشعبين الفلسطيني والعراقي وكل الشعوب التي ينتظرها نفس المصير ، من أجل حقهما، في الأمن والاستقرار، حتى نستحق جميعا أن نكون ستارا لقدر الله بإنفاد وعده الحق: (إن ربك لبالمرصاد). التوصيات: 1 نلتمس من المجلس أن يشكل وفدا برلمانيا من المتطوعين، ليساهم إلى جانب الشرفاء في العالم من أجل الإسهام في الدرع البشري المزمع إقامته، رمزا للاحتجاج على ظلم وضرب العراق. 2 بعد اطلاعنا على مجمل التوصيات المسطرة في سجل الجلسات التضامنية السابقة نلتمس من المجلس الموقر تكوين لجنة لوضع الترتيبات الكفيلة بإخراجها لحيز التنفيذ. )والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته