قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى إن العلاقات المغربية الأمريكية استراتيجية ولا يمكنها أن تتأثر بما جرى مؤخرا من سعي للخارجية الأمريكية لتقديم مقترح أمام مجلس الأمن الدولي، لتوسيع صلاحيات البعثة العسكرية التابعة للأمم المتحدة في الصحراء المغربية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. من جهة ثانية، أكد ذات المصدر أن لقاء جمع كبار المسؤولين المغاربة على الدبلوماسية، «وضعوا النقاط على الحروف في جلسة عمل مغلقة مع كبار الموظفين في الخارجية الأمريكية وعلى رأسهم جون كيري وزير الخارجية»، مشيرا الى «أن السحب السوداء مرت من سماء العلاقات الثنائية المغربية الأمريكية». وكانت المملكة المغربية قد أعربت عن ارتياحها لمصادقة مجلس الأمن الدولي على القرار الأخير المتعلق ببعثة المينورسو. ويعبر المغرب، في هذا الصدد، عن ارتياحه التام للمباحثات التي جرت بين المسؤولين السامين المغاربة والأمريكيين على أساس تبادل الرسائل بهذا الخصوص بين صاحب الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكان الملك قد وجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتاريخ 12 أبريل 2013 أعرب فيها عن الأهمية التي تكتسيها قضية الصحراء المغربية بالنسبة للمملكة والشعب المغربيين والمخاطر التي قد تنجم عن أي تغيير في مهمة بعثة المينورسو. واتفق الجانبان، خلال هذا اللقاء، الذي شارك فيه رشاد بوهلال سفير المغرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على تعزيز المبادرات المشتركة من أجل دعم وتكثيف العلاقات الإستراتيجية في جميع المجالات، طبقا للرؤية المشتركة والتوجهات التي حددها مؤخرا الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما. وعلاقة بموضوع الصحراء كشف مصدر من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن الوزير سعد الدين العثماني شكّل منذ حوالي شهرين خلية أُطلق عليها اسم خلية الصحراء، لأول مرة في تاريخ الوزارة، وُكلت إليها مهام اليقظة وجمع المعلومات وإعداد الدراسات المتعلقة بقضية الصحراء المغربية وذلك في إطار استراتيجية ديبلوماسية لمواكبة ورصد مختلف المواقف المسجلة إزاء القضية الوطنية الأولى. وأضاف المصدر المذكور أن وزارة الخارجية تعمل بشكل مستمر على ايجاد صيغ ديبلوماسية، من أجل تحسين وتجويد المبادرة الديبلوماسية المغربية من خلال منهجية جديدة تروم ما سماه المصدر التسويق الجيد للموقف المغربي. ووفق المصدر نفسه، فإن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، عملت طوال الفترة الماضية على عقد لقاءات مع مختلف القوى الفاعلة في قضية الصحراء، مشيرا إلى أن كل التحركات الديبلوماسية كانت بمثابة معركة خاضها المغرب باقتدار كبير، وسينجح فيها يقول المصدر ذاته نظرا لمصداقية المواقف المغربية والثقة التي يحظى بها لدى المنتظم الدول