قال الخبير المقاصدي أحمد الريسوني، ردا على إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إن "الحلال والحرام" هو الدين نفسه والشريعة ذاتها، فما الدين وما الشريعة إلا حلال وحرام. وتابع الريسوني في تصريحه المكتوب الذي توصلت "التجديد" بنسخة منه، متسائلا حول ما إذا كان البرلماني لشكر " حاضرا أو غائبا أو نائما، حين صرح عاهل البلاد الملك محمد السادس قائلا أمام البرلمان: "بصفتي أميرا للمؤمنين لا يمكنني أن أحلل حراما أو أحرم حلالا"؟ مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث، ذكر لشكر، الذي "اتهم وزراء في الحكومة المغربية الحالية بكونهم يرفعون يافطة الحلال والحرام، معتبرا أن المؤسسات التي تعتمد على مبدأ الحلال والحرام تهدد مستقبل البلاد، وأن ذلك أمر مخيف"، وذلك في محاضرة بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالبيضاء نهاية الأسبوع المنصرم. وذكره الريسوني بالشعار الذي رفعه عبد الرحمن اليوسفي وهو شعار " تخليق الحياة العامة" وجعَله من أهم أهداف حكومته، وتساءل الريسوني "هل هو بعيد أو خارج عن منطق الحلال والحرام؟ وإذا كان المقصود هو فقط تطبيق القانون، فلماذا شعار التخليق؟ وماذا يضيف هذا المصطلح إن لم يكن يعني مخاطبة المغاربة المسلمين وتذكيرهم بأخلاقهم وما فيها من حلال وحرام؟" وتابع عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رده على لشكر بالقول " فأنا منذ وعيت وأنا اقرأ في صحافة الاتحاد الاشتراكي الحملات الدائمة ضد المال "الحرام" واستعماله لأغراض سياسية وانتخابية. فهل الحزب في عهده الجديد تخلى عن محاربة المال الحرام، أم أن هذا المال لم يعد حراما؟ أم أن كاتبه وحده هو الذي لا يحلل ولا يحرم؟" عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أشار كذلك إلى كونه قد سمع مرارا بعض صغار الملحدين واللادينيين، يقولون كلاما شبيها يهاجم مبدأ الحلال والحرام، ولم يستدع ذلك الالتفات إليه أو التعليق عليه، لكن يضيف الريسوني "حين يصدر هذا الكلام من بعض ذوي "الوزن الثقيل"، فالأمر يختلف ولا بد معه من وقفة ولو أولية وقصيرة".