قال عبد المجيد فنيش المسرحي المغربي، بأن المسرح الناجح هو الذي يحرك في الإنسان الرغبة في السؤال، وهو الذي يقتصد في كل شيء، مضيفا بأنه ضد مظاهر العري والتعري في المسرح، معتبرا أن ذلك يشكل بالنسبة له استفزازا للناس وهم في غنا عنه، قائلا: «يمكن أن نقول أشياء ونعبر عليها، دون أن نتعرى، ويمكن أن لا نقول أي شيء بالعري وأشياء أخرى. مؤكدا بأن المسرح إبداع حر لكن في إطار من المسؤولية، والحرية حسب فنيش ليست فوضى. وأضاف فنيش في تدخله في محاضرة حول: «حصيلة المسرح المغربي: سلا نموذجا»، والتي نظمتها الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، تخليدا لليوم العالمي للمسرح، يوم الجمعة المنصرم، بثانوية العباس مفتاح بسلا، بأن المنتج الوعي هو الذي يتحكم في شخصياته بحيث أن الإضافات لا يمكنها أن تسيء إلى البناء. مضيفا بأن المسرح صناعة جمال. وأكد المحاضر أن العلاقة بين ما هو أخلاقي وما هو فني، ليس سؤالا جديدا، بل هو سؤال قديم جدا، وبأن موضوع الجرأة والإباحية هو موضوع مفتعل، مضيفا بأن المسرح صنعة فيها المسموع، وهي الحوارات. وفيها الصور، وهي مجموعة مشاهد. واليوم الصور تطورت فليس المسرح حركة فقط، لأن التكنولوجيا تقدمت فيمكن للمنتج أن يستعمل الكومبيوتر في المسرح، فاليوم المسرح بصري أكثر مما هو مسموع. وقسم فنيش المراحل التاريخية التي قطعها المسرح المغربي إلى عدة مراحل: الأول: سنة 1926 حين كان المسرح بغرض محاربة الاستعمار وتوعية الشعب المغربي، أما المرحلة الثانية فكانت سنة 1945 الذي رأى فنيش بأنها مرحلة ظهور المسرح الكوميدي الاجتماعي، وفيها تم اعتقال مسرحيين بسلا وغيرها من المدن، وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ تكوين المسرحيين المغاربة أكاديميا في فرنسا، وفي الستينيات حسب فنيش ظهر مسرح الهواة، وفيها انتهل أمثال الطيب الصديقي من التراث العربي والمحلي ويتعلق الأمر بمسرحيات الحراز، عبد الرحمان المجدوب، أبو حيان التوحيدي... المرحلة الثالثة حسب فنيش هي مرحلة تجربة التكوين في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ابتداء من منتصف الثمانينات. وأكد فنيش في تقيمه لحصيلة التجربة المسرحية المغربية بأنها تمتد لمدة 60 سنة وهي لا تساوي في ميزان الثقافة شيئا، موضحا بأن المسرح تأسس في المغرب أول ما تأسس على أكتاف الحركة الوطنية. وفي إجابته على سؤال هل المسرح في المغرب مهدد؟ قال فنيش: «بأن المسرح غير مهدد، وأنه لا يجب أن نكون سلبيين، مضيفا بأن القديم في المغرب، يمشي في تواز مع الجديد، دون تصادم سواء على مستوى الغناء والمسرح والإشهار، مضيفا بأن التنوع في المغرب يخلق الانسجام، وأن الواقع يؤكد أن ليس هناك اصطدام بين العربية والامازيغية، ولا بين القديم والحديث... المحاضرة شهدت حضور مجموعة من الباحثين وصحفيين وتلاميذ ثانوية العباس مفتاح الذين غصت بهم القاعة، وطرحوا أسئلة من قبيل: هل البحث عن الشهرة يدفع بالإنسان والمسرحي إلى التجرد من قيمه وأخلاقه؟ هل من تعليق على دعوة عبد الكريم برشيد إلى مناظرة وطنية في المسرح، وتصريحه بأن المغرب لا يتوفر على سياسة مسرحية ولا على مسرحية سياسية؟ من المسؤول عن تراجع التجربة المسرحية بسلا؟ هل مشاهد الفاضحة في المسرح يقوم بها المسرحي عن طيب خاطر أم أنها مفروضة عليه؟ وهي الأسئلة التي قاربها فنيش في محاضرته.