تواجه "دومان ماكزين" في شخص مديرها "علي المرابط" محاكمة قضائية غير متكافئة مع مسؤولي جريدة "الأحداث المغربية" التي دفعت بصحفييها الأربعين إلى رفع دعوى قضائية بشكل انفرادي في عدد من المحاكم المتفرقة، بتهمة الإساءة إليهم من خلال الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته دومان في 11 ماي 2002، الشيء الذي يجعلنا نقف على وجه آخر لمحنة الصحافة ، حيث تضطر إلى تصفية الحسابات الإعلامية داخل المحاكم. اتصلت جريدة "التجديد" بعلي المرابط وأجرت معه حوارا لمعرفة حيثيات الصراع الساخن مع الأحداث. فعزا جذور المشكلة إلى سببين يتعلق الأول بصورة احميدو العنيكري وهي صورة بعدسة جريدة الأحداث تسربت إلى "دومان" أثارت حفيظة "الأحداث المغربية"، وطردت على إثرها "لطيفة بوسعدن" بشكل تعسفي لا يقوم على دليل، والسبب الثاني في العلاقة القائمة بين الأحداث المغربية و"جهاز المخابرات"، حيث كان هذا الأخير مصدرا لمعطيات صحفية. كما كان وراء التحريض ضد علي المرابط. ويقول علي المرابط في حديثه "إننا منذ شهر تحدثنا مع أناس في فرنسا على أن نضع أحد المسؤولين في المخابرات في لائحة أعداء الصحافة في العالم، وكانوا يفكرون في وضع حميدو لعنيكري في اللائحة. وقد جاءت هذه الأحداث بعد نشر صورته". وعن العلاقة بين جهاز المخابرات و"الأحداث المغربية" في القضية اعتبر علي المرابط هذه الأخيرة تعمل لصالح هذا الجهاز ومحمية من طرفه، حتى أصبح الجميع يخاف منها، فعندما تقوم هذه الجريدة بنشر مواضيع الخلاعة، وعندما تسيء إلى القيم والأشخاص لا أحد يحاكمها. ولكن عندما نشرت "دومان" بالفرنسية عن الاختطافات كان ذلك مضايقا لحميدو لعنيكري. فالقضية على هذا الأساس ليست مسألة الكاريكاتور الذي نشر قبل ثمانية أشهر وماتت القضية، ولم يكن الكاريكاتور معبرا عن أربعين صحافيا، ولم يعبر عن أكثر مما هو كائن. بل هي قضية استبداد إعلامي لجناح اليازغي ممثلا في أحمد البريني وعبد الكريم الأمراني اللذين رفضا أي تفاهم مع علي المرابط، كما صرح هذا الأخير. وعند تناول وجود محمد البريني في "هيئة أخلاقيات المهنة" اعتبره علي المرابط ضربا لأخلاق المهنة، حيث يجعل "حاميها حراميها" كما يقول المثل، فالبريني أول المتهمين بالتجاوز الأخلاقي، وله عدد كبيرمن الدعاوى القضائية يخسرها جميعها. وكل يوم تطلع علينا "الأحداث" بالسب والقذف، إضافة إلى ماتنشره من مواضيع بورنوغرافية. وبخصوص المدافعين عن شريط نبيل عيوش "لحظة ظلام" شكك مدير "دومان"في مشاهدةتهم الفيلم أصلا. هذا الذي لم يعرض بعد في المغرب ، والذي كان لصاحبه استعداد لحذف صور الخلاعة منه. كما وصف علي المرابط الذين هاجموا جريدته بالظلاميين الحقيقيين، الذين يحاربون الكاريكاتور وقال إنه لم يمنع في العالم إلا من طرف جنرلات الجزائر و"جنرلات اليازغي" في المغرب. وعن المحاكمة غير العادلة حذر من محاولة أصحاب جريدة "الأحداث" الاعتماد على وزيرهم في العدل، هذا الأخير الذي عليه أن يتدخل لوضع حد لفضيحة هذه المحاكمة غير الديموقراطية التي وزعت الملف على عدد من المحاكم، عوض محكمة واحدة بغية تشتيت جهوده وصرفه عن عمله. ودعا في الأخير إلى الخروج عن الصمت أمام ما تقترفه هذه الجريدة في حق المهنة. عبد العالي الشرفاوي وع. الوازامي