جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني أمس بجنيف، التأكيد على التزام المغرب بمواصلة تعاونه مع المنظومة الأممية لحقوق الإنسان، وأكد المتحدث في كلمة خلال الاجتماع رفيع المستوى من الدورة ال 22 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن التزام المغرب بتقوية تعاونه وتفاعله مع مختلف آليات منظومة الأممالمتحدة في مجال حقوق الإنسان نابع من الاختيارات الديمقراطية الوطنية للمملكة، ومن صلب مسلسل إصلاحاتها العميقة والشاملة التي جاء الدستور الجديد لترسيخ دعائمها وإحاطتها بالضمانات الدستورية الضرورية التي تكفل عدم رجعيتها. وذكر العثماني، بأن المغرب عمل على نهج اختيارات استراتيجية لا رجعة فيها، من أجل تعزيز الديمقراطية والنهوض بحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات الأساسية التي تم تدوينها في الدستور الجديد للمملكة، الذي خصص فصلا كاملا لحقوق الإنسان والحريات. وأضاف أن مساهمة المغرب في تعزيز منظومة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، تكرست أيضا من خلال استقباله للإجراءات الخاصة لهذا المجلس، والتفاعل مع التوصيات والملاحظات الصادرة عن هذه الآليات الأممية، مشيرا إلى استقبال المغرب للمقرر الخاص المعني بموضوع مناهضة التعذيب. وأشار من ناحية أخرى، إلى أن المغرب حرص على التفاعل مع التوصيات والملاحظات الختامية الصادرة عن كل من الخبيرة المستقلة المكلفة بالحقوق الثقافية وفريق العمل المعني بالتمييز ضد المرأة في التشريع والممارسة، عقب تقديم تقريريهما عن زيارتهما للمغرب أمام الدورة 20 لمجلس حقوق الإنسان. وأكد، في هذا السياق، أنه يجري الاستعداد لاستضافة ثلاثة إجراءات خاصة أخرى خلال هذه السنة، ويتعلق الأمر بالمقررة الخاصة حول الاتجار بالبشر وخاصة النساء والأطفال? وفريق العمل المتعلق بالاعتقال التعسفي والمقرر الخاص بالحق في الصحة. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد العثماني، أن المملكة ستواصل انخراطها في جهود الأممالمتحدة الرامية لإيجاد حل سياسي- تفاوضي ومتوافق عليه من جميع الأطراف، مبني على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة، والتي أقر مجلس الأمن جديتها ومصداقيتها في جميع القرارات ذات الصلة التي تبناها المجلس منذ أبريل 2007. من جهة أخرى، أدان المتحدث بشدة التجاوزات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في سورية، معبرا عن انشغال المملكة العميق بخصوص «التطور الخطير للأزمة» في هذا البلد، في ظل تصاعد موجة العنف والقتال.