● في الذكرى الثانية لانطلاق حركة 20 فبراير، أي مكاسب ترون أن حركة 20 فبراير حققتها للوطن خلال السنتين الماضيتين بالموازاة مع مسار الإصلاح في ظل الاستقرار؟ ❍ هناك العديد من المكاسب والتي قد لا تلمس بالضرورة، ولكن يمكن أن نسجل أنه على المستوى المعنوي، أن حركة 20 فبراير ساهمت في تكريس ثقافة الاحتجاج بمفهومها الإيجابي، بمعنى أن العديد من المواطنين نزلوا إلى الشارع وتعودوا على ذلك بفضل هذه الحركة، طبعا لا يمكن أن نقول أن هؤلاء المواطنون كانوا يتقاسمون مع النواة الصلبة للحركة مواقفهم السياسية، ولكنهم نزلوا لأن فهموا أن لهم الحق في الاحتجاج والتعبير عن مواقف رافضة للعديد من الممارسات، سواء كانت ذات طبيعة اجتماعية أو غيرها، والملاحظة الموضوعية تسجل أن الكثير من المواطنين كانوا يعبرون عن رفضهم للكثير من الممارسات، أحيانا لا علاقة لها بالقضايا السياسية، فهنا ينبغي أن نسجل بأن الحركة تحولت إلى فضاء للتعبير عن الاحتجاج. المقصد الثاني هو أن حركة 20 فبراير بصرف النظر عن عدد المتظاهرين وحجم التظاهرات، فهي تحولت إلى حالة من الرفض لما سمي بالفساد والاستبداد، بمعنى أن الحركة كانت ترغب في التنديد بالكثير من الممارسات، والملاحظ بأن هذه الحالة لم تعد مرتبطة بالرافضين، وحتى بالنسبة للذين لم ينخرطوا في الحركة ولم يقاسموها مواقفها، وأقصد هنا بعض القوى السياسية، تبنوا شعارات الحركة، الكل يتذكر أن في حملته الانتخابية للعدالة والتنمية، اتخذ الحزب شعارا مركزيا لحملته الانتخابية، وهو «محاربة الفساد والاستبداد»، وكان هذت هو شعار حركة 20 فبراير، والكثير من الأحزاب التي ناهضت الحركة، أصبح اليوم خطابها مؤثث بمفردتي مناهضة الفساد والاستبداد المكسب الثالث هو أن حركة 20 فبراير، تحولت نسبيا إلى نوع من السلطة المضادة تمارس ضغطا على صانعي القرار، وسجلنا هذه الحالة خاصة خلال تظاهرات 2011، حيث أن العديد من المسؤولين أصبحوا يؤخذون بعين الاعتبار ردود فعل الشارع، في خضم تظاهرت حركة 20 فبراير، وبدأ الحديث عن ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، أعتقد أن هذه جملة من المكاسب ينبغي تسجيلها بصرف النظر عن ما يمكن أن يؤخذ على الحركة من قبل المختلفين معها. ● هل تعتقدون أن الحركة اليوم بعد سنتين من ولادتها ماتت كحركة جماهيرية احتجاجية شبابية؟ وإن كان الجواب بنعم فما هي الأسباب وراء ذلك؟ ❍ أنا لا أعتقد ذلك، إذا كنا نتحدث عن حركة 20 فبراير مستندين إلى مقياس كمي مرتبط بعدد التظاهرات التي تنظم أسبوعيا بالمدن المغربية، أو بحجم المتظاهرين، أكيد أننا سنظلم الحركة، لأنها كانت في لحظات معينة قوية، واستطاعت أن تنظم في أحيانا أكثر من 50 تظاهرة في يوم واحد بحجم ملفت للمتظاهرين، والكل يدرك الأسباب التي أدت إلى تراجع المتظاهرين وحجمها، خاصة بعد قرار جماعة العدل والإحسان بالانسحاب نهاية دجنبر 2011، لكن اعتقد أن حركة 20 فبراير ستظل حية لأنها أصبحت قيمة رمزية. ● هل تعتقدون أن الحركة باستطاعتها الانطلاق في مرحلة جديدة تكون فيها أكثر توهجا، أم سيصير تاريخ 20 فبراير مجرد ذكرى جميلة يتم إحياؤها كل سنة؟ ❍ ستظل ذكرى جميلة، كما يحتفل المصريون بيوم ثورتهم والتونسيون وباقي الدول العربية، نعرف الآن بأن كل الدول العربية أصبح لها يوم يذكرها بما حدث سنة 2011، هناك من تحدث عن ثورة 25 فبراير وهناك من يتحدث عن ثورة 11 فبراير..، نحن في المغرب حركة 20 فبراير ترمز إلى دخول المغرب إلى عهد جديد، دشنه الخطاب التاريخي للمكل محمد السادس في9 مارس، والذي أعلن فيه عن جملة من الإصلاحات، كان في مقدمتها تسطير مبادئ كبرى تحكم الحياة السياسية وينبغي أن تتضمن في الحياة السياسية، وهذا ما حدث بالفعل عندما صدر دستور فاتح يوليوز 2011، الكل سيتذكر الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها ليوم 25 نونبر 2011، مرتبطة بحركة 20 فبراير، وحتى قياديو حزب العدالة والتنمية الذي تصدر الانتخابات وتكلف بتشكيل الحكومة بعد ذلك، رئيس الحكومة يشير باستمرار إلى أن الحزب بالفعل استفاد من حركة 20 فبراير، فهي ذكرى على الأقل سيخلدها الكثير من المغاربة، لأنها ليست مرتبطة بمجموعة من الشباب خرجوا على الشارع، وإنما هي مرتبطة أيضا بجملة من الإصلاحات التي أدخلت المغرب عهد الملكية الثانية.