كلف استغلال الممتلكات الرياضية بمدينة الدارالبيضاء، مجلس المدينة لحد الآن أزيد من 110 مليون درهم كديون، وذلك نتيجة العشوائية في التسيير، حيث أن استغلال هذه الممتلكات يتم بشكل غير منظم وبدون مقابل. ولم يفلح تعديل القرار الجبائي المتعلق بالزيادة في رسوم وأسعار استغلال الممتلكات الرياضية في تغيير هذا الواقع. إذ إن عجوت مصالح المدينة من استخلاص مستحقات استغلال الفرق الرياضية للملاعب والمركبات الرياضية، وكذا عدم استخلاص الاشهارات الموجودة بالملعب الرياضي محمد الخامس بقرار شفوي منذ عهد الوالي السابق إدريس بنهيمة. بل ويجهل لحد اليوم، العقود والمدد الزمنية التي تربط مجلس المدينة أو الجماعة الحضرية بالأشخاص أو الهيئات المستغلة للأملاك الرياضية، خاصة أن قيمة كرائها يشوبه الكثير من الغموض، بينما تدر مبالغ هزيلة جدا على خزينة مجلس المدينة. تمت إثارة ملفات باستغلال أشخاص نافذين ومقربين من مسيرين بالمدينة لأملاك جماعية وتحويلها إلى ملكيات خاصة، كما هو الشأن بالنسبة لمسبح «ميامي» ونادي «الياسام» الذي توجد به «حانة» والمكترى بثمن 300 درهم، وكذا مقر النادي الرياضي «أساس» لكرة المضرب الكائن بمحج الحدائق بعين السبع على مساحة 7880 مترا مربعا والمكترى بثمن لا يتعدى 8500 درهم في السنة، ومقر النادي الرياضي «الوازيس» ومقر «النادي الرياضي للكرة الحديدية»، المخصصان لممارسة الرياضة ويضمان مطعمين وخمارتين تدران أرباحا طائلة شهريا، في الوقت الذي لا يؤدي المستفيدون من هذه النوادي سوى واجبات كراء متدنية تم رفع سقفها في الآونة الأخيرة إلى 10 آلاف درهم. كما يضمان مساكن يتم استغلالها بطريقة غامضة مقابل أكرية متدنية. هناك نادي الكوك، والمركب الرياضي الأمل، ونادي الركاب للفروسية والنادي الملكي للكولف بأنفا و»فيلودروم» والمخيم الدولي بشارع عمر الخيام بطريق الجديدة...واللائحة لا حصر لها. التقرير المرحلي للجنة المكلفة بمتابعة الممتلكات والعقود والامتيازات، وقف عند المركب الاصطيافي والسياحي والرياضي الجماعي المسمى ب»الليدو» الممتد على مساحة 29.200 متر مربع، والذي لا زال محتلا من قبل مستغليه دون ترخيص قانوني، بعد انتهت عقدة الكراء سنة 2010. وحسب مقتضيات العقدة فقد حددت السومة الكرائية في 1.350.000.00 درهم سنويا مع أداء تسبيق يعادل السومة الكرائية لسنة واحدة كضمانة يتم إرجاعه بعد انتهاء مدة الكراء وزيادة في السومة الكرائية عند بداية السنة الخامسة. وتنص بنود العقد الموقع سنة 2001، على أنه عند انتهاء فترة الكراء يلتزم بإفراغ المركب وإعادته للجماعة وكل تأخير عن الإفراغ يؤدى عنه من طرف المكترى تعويض 10.000 درهم عن كل يوم تأخير، وجرى التنصيص أيضا على أنه يفسخ العقد بقوة القانون في حالة عدم احترام الشروط المنصوص عليها بدفتر التحملات أو عدم أداء السومة الكرائية في الوقت المحدد. وكان الاتفاق ينص على أن يقوم الطرف المستغل (شركة «بلان سييل») باستثمار مبلغ 3 مليار و300 مليون سنتيم، وهو ما دفع مجلس جماعة آنفا سابقا إلى اتخاذ مقرر سنة 2003 من أجل تمديد عقد كراء المركب لمدة 45 سنة مقابل بناء فندق من 5 نجوم ومربد تحت أرضي. وبعد أن وضعت الشركة ملفا تحت رقم 129115 لم تتم الموافقة عليه داخل لجنة مشاريع البناء في اجتماع تم بالوكالة الحضرية لوجود المشروع في منطقة بحرية وأن جزءا من الفضاء خصص لمرور خط الترامواي. كما وقف التقرير عند مركب «تيسيما»، الذي كان مجلس مقاطعة سيدي عثمان قد أصدر قرارا بإنهاء استغلاله من قبل الرجاء البيضاوي منذ سنة 2004، من دون أن ينفذ. وكان المركب مستغلا من قبل جمعية الحليب من سنة 1986 إلى سنة 1996 بسومة كرائية 200.000.00 درهم سنويا. و باندماج جمعية الحليب مع نادي الرجاء البيضاوي أصبح مستغلا من قبل نادي الرجاء البيضاوي تبعا لإرسالية من الجامعة المغربية لكرة القدم. وعليه أبرمت جماعة مقاطعة سيدي عثمان سابقا اتفاقية شراكة مع نادي الرجاء من أجل استغلال المركب مقابل إنشاء مدرسة وتجهيز المركب، لكن الاتفاقية لم تحظى بالمصادقة بسبب مطالبة السلطات الوصية تحديد إتاوة للاستغلال.