ذكر مسؤولون أمريكيون أن تحقيقاً مستقلاً في الهجوم على قنصلية واشنطن في مدينة بنغازي الليبية في شتنبر الماضي، ينتقد بشدة وزارة الخارجية الأمريكية على نقص الجهاز الأمني والاعتماد على ميليشيات محلية في حماية المكان. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين من الكونغرس ووزارة الخارجية قولهم: إن التحقيق المستقل في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 4 أمريكيين بينهم السفير كريس ستيفنز، حمّل مسؤولي وزارة الخارجية الخطأ لتجاهلهم طلبات مسؤولين في السفارة بالعاصمة الليبية طرابلس بإرسال مزيد من الحراس وزيادة الحماية الأمنية للبعثة الدبلوماسية. وبحسب وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال»، فقد وجه التحقيق اللوم إلى وزارة الخارجية لأنها انتظرت تحذيرات محددة بوقوع هجمات كبيرة حتى تتحرك بدلاً من اعتماد إجراءات وبروتوكولات أمنية للتعامل مع البيئة الأمنية التي تشهد تدهوراً. كما وجه التحقيق اللوم إلى مكتبين في الوزارة، هما مكتب الأمن الدبلوماسي ومكتب شؤون الشرق الأدنى، لفشلهما في التنسيق ووضع خطة أمنية مناسبة. ووجد الفريق الذي أجرى التحقيق أن عدداً من المسؤولين أظهر ضعفاً في القيادة. وندد هذا التقرير الذي صاغته لجنة شكلتها كلينتون نفسها بعد الهجوم، بالنقص في مجال الأمن حول القنصلية الأمريكية في بنغازي، مشيرا إلى أن أنه لم توجد قبل الهجوم «أية معلومة فورية ومحددة» لأجهزة المخابرات الأمريكية عن وجود تهديد ضد هذه القنصلية. ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية، أول أمس، الجزء غير المصنف «سري للغاية» من التقرير بالإضافة إلى مراسلات وزيرة الخارجية إلى لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس. وردت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على التحقيق في رسالة إلى الكونغرس فأكدت قبولها توصيات فريق التحقيق ال29، وبعضها سري. وقال المسؤولون إن كلينتون أكدت أنها ستتخذ خطوات محددة لإصلاح المشاكل، وأشاروا إلى أن وزارة الخارجية طلبت الإذن لتحويل أموال بقيمة 1.3 مليون دولار كانت مخصصة للعراق. في الأثناء، أعلنت كلينتون أن الولاياتالمتحدة سوف ترسل مئات من قوات المارينز الإضافيين لحماية البعثات الدبلوماسية الأمريكية. جاء هذا خلال رساتها إلى الكونغرس مرفقة بتقرير حكومي حول الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي وأدى إلى مقتل السفير و3 أمريكيين آخرين. وكان من المقرر أن تدلي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشهادتها اليوم الخميس أمام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون وفي مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، ولكنها أجلت هذا الأمر بعد إصابتها بوعكة صحية. وسينوب عنها مساعديها وليام بيرنز وتوماس نيديس.