أكد المؤتمر البرلماني الإفريقي العاشر والذي انعقد" بأديس أبابا" بأثيوبيا قبل أسبوع تضامنه التام مع الشعب العراقي الذي يتعرض لمحنة عصيبة في الوقت الحالي. وأعرب المؤتمر في بيانه الختامي عن رفضه التام لأي حديث عن تهديد للعراق أو وحدته الترابية أو سيادته الوطنية مبرزا في ذات الوقت أنه يرفض كل تهديد لدولة الكويت يمس استقلالها أو شؤونها الداخلية. وأعرب المؤتمر عن تقديره لقبول العراق عودة المفتشين الدوليين "دون شروط" ويثمن التعاون الذي أبداه العراق اتجاه عناصر التفتيش الدولي, مشددا على ضرورة أن يؤدي هؤلاء المفتشون مهامهم بكل حياد واستقلالية. ودعا البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر إلى ضرورة أن يتم إيجاد حل للمسألة العراقية في إطار الأممالمتحدة موضحا رفضه التام لكل التحضيرات الجارية لضرب العراق ومعتبرا أي هجوم على هذا البلد تهديدا خطيرا لأمن واستقرار المنطقة. وعلى صعيد ما يجري في الأراضي المحتلة, أعرب المؤتمر الذي شارك المغرب في صياغته إلى جانب كل من الجزائر ومصر والسنغال وإثيوبيا وناميبيا عن قلقه البالغ إزاء ما يجري في الأراضي الفلسطينية نتيجة ما أسماها البيان بالحرب التدميرية المبرمجة والشاملة التي تشنها قوات الاحتلال ضد الأبرياء. وأعلن المؤتمر عن إدانته الشديدة لهذه الحرب الرامية إلى ضرب السلطة الوطنية الفلسطينية وتصفية مقاومة الشعب الفلسطيني الأعزل, مبرزا أن عمليات قتل الفلسطينيين تعد خرقا سافرا لجميع القوانين والأعراف الدولية التي تحمي الأبرياء خلال قيام النزاعات المسلحة. وحيا البيان مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني مؤكدا دعمه التام والشامل له في مطالبه العادلة والمتمثلة أساسا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وفي حق العودة طبقا لقرارات الأممالمتحدة. كما أعرب البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر عن تضامنه التام مع كل من سوريا ولبنان ضد التهديدات "الإسرائيلية"المتوالية, مطالبا المجتمع الدولي "بالضغط على إسرائيل" للانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وسوريا ومزارع شبعا بلبنان,إجبارها على إطلاق سراح جميع العرب المحتجزين لديها. وعلى صعيد الدول الإفريقية ذاتها اعتبر البيان أن الحروب المنتشرة في العديد من الدول الإفريقية السبب المباشر في عرقلة مسار التنمية بهاته البلدان مؤكدا أن السلام هو الشرط الأساسي لتحقيق التنمية المطلوبة. في ذات الاتجاه عبر البيان عن قلقه إزاء الوضع المتدهور في الكوت ديفوار داعيا مختلف الأطراف إلى البحث عن حل سياسي مبنيا على وقف إطلاق النار المتفق عليه في 17 أكتوبر الماضي. ودعا البيان إلى احترام الوحدة الترابية للكوت ديفوار وأشاد في هذا الاتجاه إلى الجهود المهمة التي تقوم بها الرابطة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في إيجاد حل للدفع بالمفاوضات بين مختلف الأطراف. ورحب البيان بقيام التحاد الإفريقي داعيا إلى الإسراع في إيجاد حل لمشكلة الديون التي تعرقل بشكل كبير الوحدة الإفريقية, ومبرزا الأهمية الكبرى لوضع برنامج شامل لمقاومة ظاهرة التصحر التي تضرب العديد من الدول الإفريقية. ودعا المؤتمر الإفريقي العربي العاشر بلورة شكل من الشراكة التامة بين الطرفين العربي والإفريقي يهدف إلى تأمين المنطقة وتحقيق شروط التنمية والسلام لها. كما دعا البيان إلى تفعيل أجهزة التعاون العربي الإفريقي مشجعا إقامة شركات عربية إفريقية مشتركة لاستغلال الموارد الطبيعية المهمة في إفريقيا والعالم العربي. وأكد البيان على أهمية التفكير في حل ناجع لمشكل هجرة الأدمغة الإفريقية وطالب في هذا الصدد بضرورة إنشاء مؤسسة عربية إفريقية مشتركة تعنى بقضايا أصحاب الخبرات المهاجرة وذلك تحت مظلة التعاون بين جامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإفريقية. وكلف المؤتمر العربي الإفريقي في الأخير الأمانتين العامتين للاتحاد البرلماني الإفريقي والاتحاد البرلماني العربي لإجراء الاتصالات مع البرلمانات والمجالس العربية لتحديد مكان وموعد انعقاد المؤتمر القادم وإبلاغ البرلمانات الأعضاء في الاتحادين. أحمد حموش