اعتبر الاتحاد الأوروبي، رسميا، الائتلاف الوطني للمعارضة السورية «ممثلا شرعيا» للشعب السوري، في ختام لقاء مع رئيسه أحمد معاذ الخطيب ووزراء الخارجية الأوروبيين ال27. وقال الوزراء الأوروبيون في إعلان مشترك عقب اللقاء، أول أمس، إنهم «يقبلون» «الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري». وكانت بعض البلدان الأوروبية، وفي طليعتها فرنسا وبريطانيا، تفضل الذهاب أبعد من ذلك. ووصف هذا الائتلاف الذي أنشىء في 11 نونبر الماضي بأنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. وعلى سبيل التسوية، وافق أنصار التحفظ على اعتبار الائتلاف «ممثلا شرعيا للشعب السوري» وليس ممثلا «عن تطلعات الشعب السوري»، كما كان يحصل حتى الآن. وكان «غيدو فيسترفيله» وزير الخارجية الألماني قد قال في وقت سابق إن وزراء خارجية الاتحاد قرروا رفع المكانة السياسية لائتلاف المعارضة السوري. لكن الوزير الألماني أضاف أنه لم تتحدد بعد الصياغة الدقيقة لهذه الخطوة، مشيرا إلى أنه يجري تعزيز هذه الصيغة. وكان الاتحاد وصف المعارضة السورية في نونبر الماضي بأنها «ممثل شرعي لآمال الشعب السوري». من جانبه، حث وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج دول العالم على الاعتراف الكامل بائتلاف المعارضة السورية بقيادة معاذ الخطيب. وقال هيج قبيل اجتماع بروكسل: «أعطيناهم (المعارضة السورية) اعترافا كاملا، ونأمل أن تقوم الدول الأخرى خلال اجتماع أصدقاء سوريا في مراكش بالاعتراف بهم». ولم يستبعد «هيج» رفعا جزئيا لحظر توريد الأسلحة لدعم المعارضة السورية عندما يحين موعد تجديد الحظر خلال ثلاثة أشهر، ولكنه أشار إلى أن هذه الخطوة تتطلب تفكيرا حذرا. إلى ذلك، ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أنَّ قادة المعارضة سيُلِحّون هذا الأسبوع على الحكومات الغربية لمدّهم بالسلاح خصوصًا مضادات الدروع والصواريخ المضادة للطائرات. وقالت الصحيفة في عددها، أول أمس، إنَّ قادة المعارضة سيعزّزون مطلبهم بما يحققه الثوار من تقدم ميداني لإقناع الغرب، وبالقول إنَّ جهودًا كبرى بذلت لتوحيد الثوار تحت مظلة مدنية. وأضافت أنَّ رسالة المعارضة السورية وداعميها من دول الخليج خلال المؤتمر الذي تستضيفه مراكش اليوم الأربعاء ستكون أن التدخل العسكري الغربي المباشر لإسقاط الأسد تجاوزته الأحداث. ونقلت عن ياسر طيارة المتحدث باسم الائتلاف الوطني قوله: بات في مقدور الثوار فرض منطقة حظر جوي بأنفسهم إذا ما توفّرت لديهم أسلحة مضادة للطائرات. وذكرت الصحيفة أنَّ تطورات سياسية حدثت هناك أيضًا وهي احتمال إعلان المعارضة السورية هذا الأسبوع عن حكومة مؤقتة. ورغم ذلك ليس واضحًا ما إذا كانت هذه الجهود ستقنع الغرب بمدّ الثوار بهذه الأسلحة. معارك متواصلة من جانب آخر، وعلى الصعيد الميداني العسكري في سوريا، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 120 شخصاً قتلوا، أول أمس، على يد قوات الأمن في حلب ودمشق وريفها، وبينما يستمر حصار الجيش الحر لإدارة المركبات العسكرية في ريف دمشق، اقتحم مقاتلوه المعهد الفني التابع للإدارة واستولوا على عتاد عسكري ضخم، في حين بث ناشطون صورا عدة توثق استخدام النظام للفوسفور الأبيض المحرم دوليا في قصف المدن. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن استمرار النظام في قصف دوما وحرستا والمعضمية ومديرة والزبداني ويبرود ومزارع رنكوس في ريف دمشق. وفي كل من دير الزور ومعرة النعمان وبلدتي دوما وجسرين في ريف دمشق، التقطت عدسات الناشطين صورا لأسلحة كيماوية غريبة تسببت في حرائق عجز الأهالي عن إطفائها، كما وثقت عدساتهم انفجار قنابل الفوسفور الأبيض في أجواء المناطق السكنية، وهو ما يعدّ حسب اتفاقية جنيف 1980 جريمة حرب. سيطرة ومعارك في غضون ذلك، أعلن الجيش السوري الحر أنه سيطر على المعهد الفني في إدارة نقل المركبات في حرستا بريف دمشق، واستولى على عتاد عسكري ضخم، كما يواصل حصار الإدارة من كافة مداخلها. وفي ريف دمشق، تواصل القتال في محيط مطار دمشق الدولي المغلق أمام حركة الطيران منذ نحو أسبوعين، كما اندلعت معارك عنيفة في بلدة حران العواميد ومدينة داريا، وفي حيي ركن الدين والصالحية بدمشق. وفي الأثناء، تواصلت المعارك بين الجيش النظامي والثوار الذين يحاصرون مدرسة المشاة في حلب، وبث الثوار صورا تظهر استهدافهم للمدرسة بالدبابات والهاون وراجمات الصواريخ. وقالوا إن المعركة أسفرت عن تدمير ثلاث آليات عسكرية ومبنيين كان جنود النظام يتحصنون فيهما، كما أكدوا حصول عدة انشقاقات داخل المدرسة تبعتها اشتباكات بين المنشقين وجيش النظام. وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة وقعت في بلدة صيدا بدرعا، كما اقتحم الجيش الحر مطار دير الزور وتمكن من أسر عدد من عناصر جيش النظام، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة داخل المطار.