من حسن الاحتفال بهذا اليوم المبارك من أيام الله تعالى، أن يوسع المؤمن على أهل بيته فيه، صغارهم وكبارهم، وأن يدخل عليهم الفرحة والسرور، بإضفاء طابع الاحتفال على هذا اليوم، فيكون له مأكل خاص وملبس خاص، وأنواع من التصرفات خاصة تظهر معاني الاحتفال بهذا اليوم المبارك كما يريدها هذا الدين الحنيف.. هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله تعالى للناس ولا يقبل غيره منهم.. هذا الدين الذي ارتضاه الله تعالى للناس أن يخرجهم به من الظلمات إلى النور.. من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.. هذا الدين الذي شاء الله تعالى أن ينظم حيوة الناس به في اجتماعهم وافتراقهم، يبتغون به في عيشهم الدار الآخرة بدون أن ينسوا نصيبهم من الدنيا.. وأن يحسنوا كما أحسن الله إليهم، وأول من يجب الإحسان إليهم في كل حين وعلى كل حال هم الأقارب والأهل في البيت وخارجه.. ممن نعول ومن لا نعول، وما التوسعة عليهم في هذا اليوم المبارك إلا تذكرة وذكرى، يجب أن تنسحب آثارها وتمتد وتنبسط على كل الأيام والأوقات والمناسبات.. ويجب أن تنسحب أعمالها ومظاهرها على كل الناس من غير الأهل والأقارب، إذ الحق أن الناس للناس أقارب وأهل، فهم كلهم لآدم وآدم من تراب، وهم من نفس واحدة، بينهم أرحام سيسألون عنها، وهم كلهم عيال الله، وهذه أيضا رحمة وثيقة.. وأحب خلق الله إلى الله أنفعهم لعياله، أي أوصلهم لرحمه، وكل نفقة أنفقها المؤمن في عاشوراء وفي غيرها يخلفها الله من عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف.. والله يضاعف لمن يشاء، إذا كانت النفقة من كسب حلال، ومال أصله حلال، وكانت النفقة في أمر حلال لغاية حلال، وبدون من ولا أذى، فصاحبها ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، بوعد لا يُخلف من الله الذي لا يخلف وعده، ورسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يزيد المنفق الموسع على أهله يوم عاشوراء بشرى طيبة كريمة وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، فيقول: «من وسع على أهل بيته يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة».. يوسع الله عليه في نفسه وقلبه وعقله وماله وأهله وعمله وكسبه ودينه، ويفرج عنه كل كرب، ويستر عليه كل عيب..