واصلت كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية ردها على العدوان والمجازر الصهيونية المتواصلة لليوم السابع على التوالي برشقات من الصواريخ على البلدات والمدن الفلسطينية المحتلة. في وقت ارتفعت فيه حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة حتى الآن إلى أزيد من 130 شهيدًا وأكثر من 1000 جريح، فيما كان يوم أول أمس الاثنين هو الأكثر دموية منذ بدء العدوان الهمجي على القطاع المحاصر. في المقابل، اعترف الاحتلال الصهيوني بأن كيانه مرّ بليالي قاسية لم يعهدها من قبل، وقال وزير الجبهة الداخلية الصهيوني «آفي ديختر» إن «إسرائيل مرّت بليلة قاسية لم تعهدها من قبل». وأكد أن «إسرائيل لم تعش بهذه الحالة من الرعب منذ إقامة الدولة»، وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فقد دعا «ديختر» قطعان المستوطنين إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتجنب شظايا صواريخ المقاومة الفلسطينية، وفق ما نقل عنها «المركز الفلسطيني للإعلام». ونقلت مواقع إخبارية فلسطينية عن شهود عيان من داخل الكيان أن الصهيانة أصيبوا بحالة هستيرية من الرعب والخوف، ويبدأ كثير منهم بالبكاء عند سماعهم صفارات الإنذار التي تنطلق في المدن الصهيونية، ويتبع ذلك صوت انفجارات في أمكنة متفرقة. وتابع أحد الشهود أن الدفاع المدني والإسعاف الصهيوني تجبر جميع الصهاينة على النزول إلى الملاجئ وسط حالة من الارتباك والرعب الشديدين. وبثت القناة العاشرة الصهيونية، أول أمس، خلال موجة مفتوحة، مشاهد لهروب وزير حماية البيئة الصهيوني «جلعاد اردن» مذعوراً الى جانب أحد الجدران في مدينة بئر السبع، بعد سماعه صوت صفارات الإنذار للإختباء من الصواريخ الفلسطينية. وأوضحت القناة أن «اردان» وصل الى المدينة لإجراء جولة تفقدية من أجل الوقف على حجم الاضرار التي أحدثتها الصواريخ الفلسطينية، وامتصاص غضب الصهاينة الذين شُلت حياتهم اليومية بفعل تهديد الصواريخ، وأظهر دعم حكومة الاحتلال لهم. وفي مشهد مشابه بثته القناة ظهر أيضاً عضو الكنيست «عمير بيرتس» من حزب العمل ووزير الحرب الصهيوني سابقاً، وهو يختبئ إلى جانب أحد الجدران خشية الإصابة من الصواريخ خلال زيارته لمدن الجنوب في بداية جولة التصعيد. خسائر الجيش في الأثناء، قام نشطاء صهاينة بنشر فيديوهات توثق الخسائر الصهيونية في عملية «عمود السحاب» الذي يخوضها جيش الاحتلال الإجرامي ضد قطاع غزة. وقد استخدم هؤلاء الناشطون فيديوهات المقاومة الفلسطينية وقاموا برفعها على موقع «اليوتيوب» وأرفقوا معها رسالة تهاجم الرقابة العسكرية الصهيونية المتكتمة على خسائر الجيش. وجاء في نص الرسالة» إن الرقابة العسكرية التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية أمان، تفرض حظراً على نشر المعلومات المتعلقة باستهداف جنودنا على حدود غزة». وأضافت تلك الرسالة: «أنظر صور حقل الموت الذي يُصطاد فيه جنودنا». وأضافوا روابط لاستهداف الجيبات العسكرية على حدود غزة. كما أشارت تلك الرسالة إلى طائرة الاستطلاع التي أُسقطت في غزة، وقالت «انظروا لصور طائرة الاستطلاع المزلاتيم التي وقعت في يد القسام في غزة». قناصة «القسام» ورغم أن المواجهة بين المقاومة الباسلة والاحتلال الإجرامي تتركز حتى الآن حول سلاح الجو والمدفعية والصواريخ، إلا أن تلويح قيادة جيش الاحتلال بعملية برية دفعت المقاومة الفلسطينية بتجهيز خططها مبكرا، فيما تمركزت أهم فرقة من وحدات المقاومة في الخطوط الأمامية، وهم عبارة عن (صيادين) مهمتهم قنص جنود الاحتلال ضمن خطط جاهزة لأسرهم. ويبدو أن قائمة بنك الأهداف الصهيونية تحولت إلى دماء المدنيين بعد أن استنفذ سلاح الجو الصهيوني الأهداف العسكرية المحدودة باستهداف بعض مرابض الصواريخ القليلة في بداية العدوان واعتماده لاحقا على قصف منازل الفلسطينيين، ما يؤكد أن سلاح الجو لا يحسم المعركة، وأن الخيار المتبقي أمام الاحتلال هو العملية البرية. وتفاجأ الاحتلال من استعدادات المقاومة وقدرتها على الاستمرار في إطلاق الصواريخ من خلال دورة كاملة ومكررة من الشحن والتحكم والإطلاق دون التمكن من استهداف المقاومين من الجو. وقد عبر عن ذلك المعلق العسكري في «يديعوت احرنوت»، «روني بن يشاي»، حيث أشار إلى تمكن خلايا حماس والجهاد الإسلامي من إطلاق الصواريخ، وفقا لخطط معدة سلفا، وإدارة قاذفات ثابتة مثبتة تحت أو فوق الأرض، دون أن يضطر المقاتلون للبقاء عند القاذفة عند إطلاق الصاروخ، بل يمكنهم القيام بذلك من مكان بعيد. وليست مفاجآت المقاومة الميدانية أقل نوعية واستعدادا من ذلك، حيث تمت عمليات الانتشار في الخطوط الأمامية مبكرا، تحسبا لعمليات توغل وحدات صهيونية صغيرة تمثل قوة استطلاع للتدخل البري. ويضيف «بن يشاي»: لقد تمكنوا من ابتكار طريقة تتيح لهم إعادة تحميل قاذفة بسرعة وسرا والانسحاب قبل رصدهم من الجيش الإسرائيلي. وتشدد تعليمات قيادة العمليات لجنود الاحتلال على ضرورة النظر دائما تحت أقدامهم وهم يتحركون داخل غزة خشية كمائن الأنفاق. في المقابل، تؤكد التعليمات من قيادة المقاومة للمقاتلين في الميدان بضرورة أسر الجنود أحياء حتى يكون ثمنهم أعلى في حال وصلوا لمرحلة التفاوض. وقد تدرب مقاتلون في حماس على البقاء أياما طويلة في مواقع متقدمة قريبة من العدو، وفي الخطوط الخلفية أيضا في حال تقدمت قوات برية مستفيدين من تجاربهم في عدوان 2008-2009 على غزة. الضفة تشتعل.. وفي الضفة المحتلة، فقد شهدت أنحاء مختلفة منها تظاهرات تضامن مع قطاع غزة، تطورت إلى مواجهات بالحجارة بين الشبان الفلسطينيين وجنود بجيش الاحتلال الذين ردوا بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وأفاد مراسل (فرانس برس) أن مواجهات عنيفة جرت في محيط البلدة القديمة في الخليل وعدة قرى شمال وجنوب الخليل، استخدم خلالها جيش الاحتلال الغاز المسيل الدموع والرصاص الحي، وأضاف أن “مواجهات تجري عند معبر قبر بلال بن رباح عند مدخل مدينة بيت لحم الشمالي، وفي بلدة تقوع قضاء بيت لحم، حيث اصيب شاب بعيار ناري في الحوض خلال المواجهات نقل على اثرها الى مستشفى الخليل الاهلي للعلاج". وخلفت المواجهات بين شباب الضفة وقوات الاحتلال استشهاد 3 فلسطينيين بينهم طفل يبلغ من العمر 20 شهراً جراء استهداف جنود الاحتلال الصهيوني منزل ذويه بقنبلة غاز، مما أدى لاحتراق حجرته واحتراقه بالكامل وذلك في مخيم قلنديا الواقع بين رام الله والقدس المحتلة. وتظاهر مئات الفلسطينيين عند التقاء مدينتي حلحول والخليل ثم تطورت التظاهرة الى مواجهات مع جنود الاحتلال. وتجري مواجهات عند معبر الجلمة شمال مدينة جنين وفي معبر حوارة شمال مدينة نابلس وعند معبر بلدة عطارة وبير زيت قضاء رام الله. ومن الجدير بالذكر أن الأوضاع في الضفة الغربية بدأت تشتعل خلال الأيام القليلة الماضية، وسط مخاوف صهيونية من اندلاع انتفاضة ثالثة.